[سالم السيفي]

(لا تغْرسي خَنـــَاجِرَ الوَقْتْ )
في خــَـاصرتي ..
كَلا ... لسْتِ أنتِ!!
والموتُ أنا... لو تبَْـصْرين ..
وجريداً لمْ يَكنْ للقائمـين .. للنائمـين ..
لحافاً مِنْ ذِكْرى .. ونَعِيـمْ
من أنتِ ... من أنتِ ؟!
من أنتِ ... من أنتِ ؟!
(وجـعٌ أنتِ)
والصمْتُ بيـــادرٌ والخــــوف طِفْلٌ
مرتبكٌ .. ليتكِ تعْلمـــين ..
أن الصّــبَاح فيروزٌ.. مغَــطى بالوجَعْ
والوجَع يزورني فــمتى ستعْلمينْ ؟ ..
لا تَغْرسين .. خَنَاجِر الرّفْـــضِ
عِدي الحــطام .. لا السيّفُ
يرهِــبُ دير العَابدِ
ولا الرسمُ يفـْصَحُ عنْ ما غَابَ من سنيَّ اللثّامْ..
هنا يخنقنا الـكلام
فلا تعجبي ..حينما يرددُ القائلون .
سلاماً على الدنيا وألف سـلام
فكأس ترعناهُ ضُحى .. لم
يعْلمُنا سـوى الرّقصَ
فهيا تعالي نرقــصُ للقاعدين ..
سنيناً ..وهيا تعالي
نرقصُ .. القائمـين ..
لا .. لا تغرسين ..
خَنَاجِرَ .. الوقتِ فقــبل أن ننامَ
ستوقظنا صـراخ الخطيئة ..
وستقرع أجراسَ الفضيحة بين العالمين ..
لا تقتلين الوقْت .. صمتا
فرأسكِ أنتِ.. وألف قصيدة
والشعرُ .. مدارسا
والموتُ ..لا يرفضهُ سوى الخــائنين ..
لم يبقَ في البلادِ شيئا يشبهنا ..
اختلـط.. وجهي ووجهكِ..
والحــلمُ أنا والحلمُ أنتِ..
والــطريقُ يقتلُ أحلامَ العابرين .
لا تعْجبي .. من راهبةٍ أثقلتها الخُطى
ولا من طفـْـلةٍ أنهكها البُكاء ..
هكذا الفـــجر.. لم يخلّف فينا ..
سوى حرقة العزاءِ .. ويغلبنا الحـنين .
لا تغرسين .. خناجر الجـوع ..
دمـوعا
دمـوعا
دمــوعا
أثقلنا إلى الحقِ الرجـوع.
والصــدق.
رمادا نشروهُ على الضـفافِ
والضـفاف يسألوني ..
عن الماء المـظلل بالسواد
وعن التماثيلِ المصــنوعة من فضة الماضي .
وأقنـعةً جاءت .. تنشـر العهـر والضياع.
غرباء..
عرباء..
غرباء..
نحنُ..
ولم يتركوا للمدينة الأنيقة صوتا ..
سوى الضياع
خدشوا جدرانها..الأنيـقة ..
خدشوا براءة الأطـفال ..واحترق
البياض.
سـرابا
إذا ما جئنا نبحثُ .. عن الحقيقة
لماذا.. لماذا ؟
لم يأتِ الأبنــوس ليشغل البياض.
لك الله .. فهل ستصدقين
لو أننا قُتلنا يوما..
سنقبّلُ من أجـل الخائنين ..
التراب؟

سالم