[أسى]

تمر ساعات اليوم والإنسان بالكاد يلتقط الأنفاس فكل حين على ذاته مهام

لابد و أن يؤديها ..

وعندما تحين لحظة الإسترخاء على وسادته يتقلب يمنة ويسرة لا لشيء سوى

تساؤل ينهكه فيرسل بصره للسقف ويبدو أنه لايرى سوى الأنجم فينشد عندها

ومض الإجابة تبتسم له الأنجم والكواكب وتردد فيما بينها سؤاله القصير : ما هي

الحياة وتتغنى الأكوان كلها ما هي الحياة ..

يُصاب بالملل فكل ما وجده منهم الهمسات ..

يعود لذاته لعل بين حناياها إستيلاد لماهية الحياة ..ينتبه لصوت يأتيه من بعيد

الحياة أن تصنع السعادة ومن بعد ستقوضها الآلام فتسرع للبحث عن قوالب تسكب

جسد الألم فيها فينضجه الأمل حتى يعود الحلم يتراقص بين يديك سعادة ستخبومراراً

وتكراراً وليس عليك سوى ملازمة مباضع الأمل لتضميد الألم ..

الحياة هي أن ترهف سمعك لأصوات هناك تئن ورغم أنك لا تملك لها سوى

مشاطرتها الأنين ..ولا بأس بالجانب الآخر من الوجود أن تعانق ثغرك زهو

الأبتسام ولكن لاتنس قد يخطفها أسى لابد و أن يلوح بأفق وجودك ..

الحياة هي الوجود والغاية من الوجود كروح مؤمنة لابد و أنك تدركها تماماً..

الحياة رحلة تترك خطواتها آثار بصحرائها ووديانها حتى المحيطات لخطوات

الحياة بها آثار وعلامات لا يمحوها تقادم الأيام ولكن يبقى بالنفس

آثار لا تنمحي أبداا مهما عصفت رياح التغيير ..

الحياة هي مسرحيات كثير منها مهازل بل وتكاد أن تكون المهازل أعلى منزلة منها..

الحياة مآسي تُوارى فيها الفضيلة والنبلاء وكثير من العقلاء في ضريح بلا معالم

ويُنسى تاريخهم لأنهم لم يتركوا مال ليبتاع ورثتهم محابر فيسجلوه ..

الحياة كالقطار تنتقل من عربة لأخرى حتى يحين توقفه عندها ستتجه لآخر محطة

(الموت ) حينها ستدرك أن كل ذاك ما كان حياة بل الساعة بدأت الحياة وتبدل

المسار ليس إلا تحول من حياة لأخرى ..