[جوري جميل]

قال لها : أتحبيني ؟
أجابت _ بنظرة تأملية للأفق _ سؤالاً بسؤال :علمني كيف أحبُّك ؟ علمني كيفَ العشق يكون ؟
علمني , علمني..
رغم ما اعترى الموقف من استغراب وتعجُّب .

قال لها : وكأني أستاذٌ في الحب وأنتَ اليومَ طالبتي !
حسنا .. حسنا يا سيدتي .
فلتضعي في كفي يدك ولندخل باب المدرسة .
أما أوراق التسجيل فهي :طلبُ حنان خطي ، إخراج من قيد الناس .
وشهادة ميلاد الأحلام ، تصريحٌ بتحدي الدنيا ، وموافقة ليلية للسهر... ودموع .
ما زلنا بملفِّ التَّسجيل ، لا تشقَي فالحبُّ شقاءْ ,ولنكملْ فالدربُ طويل ...
مصنف التسجيل ما زال ناقصاً :
قلباً يتَّسع للآهات مع روحٍ يغمرها الأمل المنشود ... وصمتٌ ، وهديـّة.
مع عبوة إطفاء حريق ,تُحسنُ إخماد النيران حتى لو كانت أشواق.
لم ننتهي بعدُ يا مبتدئة , يلزمُكِ صَكّ براءة من عباءة والدك ، وثوباً جديداً غير الذي ورثته عن جدتك ، وقبعةُ إخفاء عن عين أخيكِ وابن عمكِ وابن خالكِ وابن عمتكِ وابن حارتكِ.
يلزمُك قبراً تدفنين فيه الإحساس والشعور واللهفة والأحلام وحذارِ أن يكون لهاتفكم كاشف أرقام.
عذرا سيدتي أين النظارة السوداء ؟ فالعاشق تفضحه العينان !
لا تنسي .، ودعينا نكمل إجراءات التسجيل :
ثلاثُ لقاءات شمسية بصدق وبراءة وعفويّة.
خلفيّـة بيضاء ,محظور وضع الماكياج .هيا سيدتي أسْرَعْ أسْرَعْ .
فالعمرُ قصيرٌ وعلينا إحضار طوابع .
طابعُ حبٍّ ، طابعُ شوقٍ ، وطابعٌ ضدّ الصَّدمات .
مبروك سيدتي التّسجيل ........
مسكنكِ الآنَ قلبي ، روضُكِ روحي ، مرتَعُكِ فكري ، تنامينَ في عيوني، غطاؤكِ جفوني ، تقتاتين كلامي ,شرابُكِ قطرٌ منْ دمِي.
وسلواكِ ذكرايَ ,فلتعلمي وتذكري دوماً ولا تنسي :
قانونُ أصولِ الحُبِّ : لا يمكنكِ الآنَ العودة إلا وأنتِ ميّتة.
ولنبدأ بالدرسِ الأوّل : ............ قولي أحبكَ.

صمتَ قليلاً ثم قال: مراجعة للدرس الأول , أتحبيني ؟