[عبدالرحمن الجميعان]

ما إن نفضنا أيدينا من تراب المقابر، حتى انطويت على نفس وثابة إلى الدنيا..
تحدثني بخلوة وتأزني إلى الدنيا أزا كي أدرك حاجتي،و كأن الحياة تقف إن لم يؤد المرء حاجته!
فالتفت إلى تلك القبور والشواهد المنصوبة، و توقفت عن الحركة، متسائلا: كم من هؤلاء قد قضى حاجته من الدنيا؟
و كم قد مات عندها؟ وكم مات دونها...!
آه أيتها الحياة! لولا أنه لا بد منك ، لما ارتضينا العيش فيك!
فأنت أمل الجاهل،وغاية المغتر، وحسرة البخيل،و ألم المؤمن.....................
فأي حاجة بعد هذه الشواهد المنصوبة!
و أي ألم يعتلينا، ويسكن حياتنا بعد هذه القبور؟!
قالت وهي ترتدي زيا من أقبية الواعظين: حلا يا هذا، وما عليك أن تقضي ساعة وساعة.! و ما علمنا أن الساعة الثانية هي التي ستكون لها الغلبة، وهي التي ستسود في حياتنا...
إنها غفلة قلب... و متاهة روح...
ومن بعد رجاء مغفرة الرب.. و ستر الذنب...و دموع فارغة نسكبها ثم نغسل آثارها بالمعصية..
.فيا رب اغفر لعبدك المذنب فلا رجاء لنا سواك....!