15/10/2009, 10:53 AM
|
#9
|
كاتـب و ناقد
|
مرحى لهذا الطرح المميز
حقيقة الأمر أننا فى مفترق الطرق مع القراءة بحد ذاتها ..فى كل صنف من أصناف الادب ستجدين عزوفا غريبا عن القراءة ..
لقد كنت اتسائل دائما عن السبب وكان الاسئلة المتداعية فى ذهنى تبحث عن مبرر مشروع لهذا العزوف..
صدقا سأقول لك هذا الجيل لم يتربى على ذائقة القراءة فى الغالب ..فهو جيل ال((c.d))و ((X.DOX)) والبلاى ستيشن ...وهو كذلك جيل الشبكة العنكبوتية والشات ال>ى يهدر الوقت بلا عناء ..
وبالتالى لايمكن أن نطلب من هذا الجيل التروى ليقراء قليلا ..فهو جيل السرعة والتسارع ..
أعود للقراء ((الرواية بالذات ))
دأبت الرواية والعربية بالتحديد على النزوح الى الكلاسيكيات التى بالاضافة الى كونها رواية الا ان السينما المصرية قدمتها كما ينبغى أى بنفس الطابع الكلاسيكى الومشهدية ذاتها ..
من منا لايذكر (( رد قلبى)) (( لاأنام ))(( فى بيتنا رجل ))((السكرية)) (( قصر الشوق)) (( بين القصرين))......الخ....
قيمة هذ الروايات ياوحى كانت فى المجمل قيمة زمنية وكنا ننفعل مع ابطالها ونتفاعل معهم
لقد تجولت فى أعيننا الى ارتهانات تاريخية قدمت صورا لعصر من العصور العربية فقط
ستقولين لى لكنه آدب رائع ...وسأقول لك نعم انه رائع ...لكنه لايعطينا حاسة الانفعال ذاتها التى كنا نتدثر بها.
هذا جانب..
لقد كنا نتعلق بأفكار ((مصطفى سعيد)) بطل الموسم لإنه كان يعبر عن بعض افكارنا وكان هذا سر تمسكنا بها وشهرتها التى جابت الافاق .
ان اغلب مايميز الرواية العربية هى السمة التسجيلية التى تقدمها وهذا فى عرفى لم يعد كافيا
وكذلك ان الرواية فى اوربا والعالم الخارجى اشبعتنا بقضايا انسانية صرفة لاعلاقة لها بالمكان رغم أنها تصف مكانا بعينه ..
لقد تأثرت برواية قراءتها ذات مرة عنوانها(( إنهم يقتلون الجياد ..اليس كذلك)) لهوراس ماكواى
وتأثرت بها فهى قد ساهمت فى فضح المجتمع الامريكى من الداخل ووصمت بأنها رواية انسانية
الكثير من الروايات تتجه الان الى مايمكن أن نطلق عليه أدب إنسانى صرف يعى هموم الانسانية
وقضايا الانسان فى كل مكان (( أعتقد ان هذا الصنف جدير بالقراءة)) اليس كذلك...؟
لاشك ان ذهنك مملؤ بهذا النوع من الروايات
_((كوخ العم توم)) ((توم بين)) ((الامال الكبيرة)) ((الاخوة كرمازوف)) ((الارض الطيبة))
((الجهل)) الخ........
الرواية التى تقتصر على جغرافيا معينة ومكان معين وتأخذ طابعا تسجيليا طويلا ومملا
قد لاتعنى القارىء فى شىء..
أعود الى الشق الثانى من الازمة
الزمن المتسارع لم يعطى للقارىء فرصة لقراءة رواية تمتد الى مئات الصفحات وربما العديد من الاجزاء ..
انه زمن كتاب الجيب ..وزمن القراءة السريعة (( السندويتش)) كما يطلقون عليها
لم نعد نملك الزمن الذى يسمح لنا بالجلوس على كرسى وثير والاستمتاع بقراءة هذا النوع من الروايات الطويله ..
بات من السهل على هذا الجيل ان يتابع هذه الرواية فى هيئة فيلم سينمائى ..
سأحكى لك حكاية حصلت بينى وبين ابنى ..
تحدثنا ذات مرة عن الروايات العالمية وكان النقاش حول رواية الكسندر دوماس ((الفرسان الثلاثة))
وساقنا الحديث الى رواية دان براون (( شفرة دفنشى)) فوجئت بأن ابنى يتحدث عن الرواية حديث المتفهم لها وسألته هل قراءتها...فماكان منه الا أن اجابنى بأنه شاهد الفيلم الذى قدم عنها
ودعانى لمشاهدته معه وشاهدناه معا وبالفعل كانت الرواية مقدمة بشكلها الحرفى فى الفيلم
وفوجئت بولدى يقول (( اليس من الافضل ان تشاهد هذه الاعمال الرائعة فى فيلم بدل اضاعة الوقت فى قراءتها ))
هذا هو تفكير هذا الجيل ياوحى أنهم هكذا يحققون مايريدوين
اعتذر للإطالة ...
ولكن فى جعبتى الكثير حول هذا الموضوع
لى عودة ياوحى
وشكرا لطرحك المميز
|
|
|
|
|