[الهاشمية]

	يود أن يُخنق الآفة التي تمدُّ برأسها متسللة من أفكاره , يوزع ابتسامة غصبه من بين ثنايا لمّاه. يتأنى في الحضور من بين أطراف بنانه, يعرقل مسيرة القلم فوق السطور البيضاء , ينفث الحبر كأفعى تود القضاء على أعداءها, يتلوى بين الحروف ؛ ليصل إلى مبتغاه في القرار الذي أتخذه في ساعة غضبٍ من نفسه ومن من حوله . قرر أن يذبح الحرف! فحكم فَجَارَ في الحكم. وكضحية في ليله عيده اليتيم من الحنان والحب .قرر أن يُقِيم الحدّ. شحذ الحدّ , وتَهَيأ تَهَيُأ المغتصب , لا تهيأ السياف المقيم للحدود الشرعية! أراق الدماء وتلذذ بكل حرفٍ يتألم . فالحدّ لم يشحذ بالشكل المطلوب , لذلك كان الإعدام مؤلماً له , وله أيضاً . توضأ من ينبوع اليقين الذي تسرب من داخله , ليقيم صلاة الميت الغائب على معتقداته التي ثبتت في وجدانه ثبات الجبال الراسخات, والتي بدأت تتزلزل وتُصيبها شقوق المآسي الماحقة الساحقة لكل جميل نبت وزُرع في بيداء حياته , والتي سُقيها من نهرٍ عذب ومن طُهرٍ غُذيت به عروقه .. شبّ عليها , وعندما بلغ من العمر . تملص منها , وأصبح يُساق إلى حتف أهوائه . أكل أصابعه ندماً , ونصب المشانق , وأقام محكمة عدلية له ظالمة لحروفه . فكان القرار عادلاً له جائراً على محبيه . فترك اللحد مفتوحاً لم يغلقه لعل نسمة من هواء صباه تلفح مُحياهُ الميت فَتُرْجِع إليه روحه المفقودة . أميرة هاشم