عرض مشاركة واحدة
قديم 29/09/2009, 10:42 PM   #131
بدر عبد الله الساري
شاعر و كاتب
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعد الحمري مشاهدة المشاركة

عود على ذى بدء ..

وهذه النصوص المترفة تقلقنا إبان كل تساؤل يفوح منها ...
هل يحتمل النص مجازفه .. من هذا النوع ....أقصد هنا مساحة القلق المستفز
ان الرائع بدر السارى يقودنا ببطء فى نصوصه ولايدخل بنا عنوة فى اتون النص


هــَذا الغـُروب
إسْـتـَنهَـض القـُبــح
وأسْـَرج خـَيل المـَـرارة
إبتلــَعَ أنفـَاس الحيـــَاةصـَـبَّ علينا الوجـــع سـُقيــــا لِــظمـآى الشـُّـروق
تكــدَّس الحـُزن في الـــوريـد..


ففى هذا المقطع نراه يتفحص الحالة التى آل عليها الوصف رغم أننا سنجد تفسيرات للكلام الذى يقودنا الى كلام آخر وهنا سنجد التفاسير مابين الكلام الذى يقال (( فوق السطح)) وبين التأويل الذى نستنتجه نحن (( تحت السطح))
• هذا الغروب يستنهض القبح .....فوق السطح
• المبدع هنا رغم جماليه المنظر الذي لا يعنيه ...((الغروب)) إلا أن كل شيء في عينه قبيح .(( تحت السطح))
• أسرج خيل المرارة...ابتلع أنفاس الحياة... (( فوق السطح))
• المبدع هنا يسرج خيل الظنون القابع خلف مرارته وهو هنا موقن ان هذا الغروب الاتى يسلب منه نعمة مفقودة تقارن هنا بفقد الحياة نفسها ؟؟؟((تحت السطح))
• صـَـبَّ علينا الوجـــع سـُقيــــا لِــظمـآى الشـُّـروق ((فوق السطح))
• هنا تأتى مفارقه الانتظار فالغروب الذى سيعقبه ليل يحتوى كل التوصيفات الآنفة الذكر والظماء هنا للشروق لكونه سيهفيه من المكابده((تحت السطح))
• تكدس الحزن فى الوريد (( فوق السطح))
• هذه العبارة هى بمثابة اجازة الزاد فالوريد الذى تكدس فيه الحزن هو مايغذى القلب وبالتالى جاءت العباره كنوع من التأوه على الفقد الذى يعانيه المبدع ولكن بشكل موارب ((تحت السطح))أنه يستحسن قيادتنا ببطء رغم رائحة الالم والفجيعةوهو برغم من هذا كله لايقودنا الى فكرة النص فالحالة السيكولوجية التى اقترحها علينا لاتفيدنا فى شى وربما اراد لنا ان نتعرف على جذوة الالم فقط دونما المساس بموضوع النص الذى اراد قوله


وشـــَاخ الإنتظـــَارُ كـَثيراً
وأنتِ على مرمى مـِن وأدِ الغـِيَاب
وبعـث النـّور فـِي مدينةٍ تعتــَّق فيــهـا الظـَّلام
الصـَّـبرُ ماعـَاد يحرث فـــيَّ الأمـَـل
وفي حقائِبِ الوقـت
نــُصـِبت مـَذابـِحُ الأحْــلام



تأتى الحالات المجترة فى المقطع الثانى على نفس القياس الذى اخترناه فالشاعر لم يزد حرفا على موضوع معاناته لكنه يلمح الى ماقد ينير الضوء امامنا لنبصر منه بصيص يقود الى أينه ..
وشـــَاخ الانتظار كـَثيراً
وأنتِ على مرمى مـِن وأدِ الغـِيَاب
وبعـث النـّور فـِي مدينةٍ تعتــَّق فيــهـا الظـَّلام


• اللعبة التى لم تكتمل هنا نبصر منها بصيص نور فالنص يفصح عن حالة انتظار للغائب الذى يقبع على مرأى وهى حالة وجدانيه لصيقة بالقلب الذى قلنا سابقا انه معبأ حتى الثماله بالحزن القابع فى وريده
الصـَّـبرُ ما عـَاد يحرث فـــيَّ الأمـَـل....
وفي حقائِبِ الوقـت
نــُصـِبت مـَذابـِحُ الأحْــلام
وكلـَّمـَـا أوغلت مسـَافة الخيْبه إحتــَلَّ اليأسُ مسَاحةٌ أكبر

• هنا ايضا نكتشف جزء غير واضح انار لنا الشاعر بصيص امل من كلامه الصبر الذى توجت به النفس المبدعة كلامها وهو مرادف الانتظار رغم مرارته الا أنه لم يعد يكفى لإخفاء التشاؤمية الواضحة التى قادتنا الى انارة جزء مهم من النصوص فالعادة الغالبه فى النصوص الابداعية تقودنا حالة التشاؤم الى اعترافات


تــُـرى ..!!
كـــم عمـــرٍ أحتــاج أن أعـِيــش لأحظــى بـِـكِ
كــــم تنهـــيدةٍ حــَّرى تطعنُ خاصِــرة غِـيـَابـك
كــــم لـَـيـْـلٍ لايموت أنــُــوءُ بـِجـَـرِّ سـُدوله
تــُــــرى . . !!
هــل تأتـِي بكِ الرِّيـح
أم أنها تسـمّـرت تنتـَظـِـر عـُمراً لـــم يـُكتب
وتسـْـتعذِبُ حُـــزناً مـُتـرفُ الأبــَد
وملحــاً كـَـحـَل الأحـْداق


• الحالة التى انسكبت فى المقاطع السابقه خرجت تنهيدة وآهه مكبوته وقادتنا الى أسئلة توجت النص بحالة الذات المبدعة التى انسكبت فى أسئله موجعه ومتشائمة حتى النخاع وموغله فى حزن نبيل لم يملك الشاعر الا أن يبوح به ولكن بترفق يترفق بنفسه (( أنه لايبوح بالمزيد)) يترفق بنا (( أنه لايفصح أكثر))

• هنا يكمن الابداع فى نصوص المبدع بدر السارى فهو يمنحنا حرية الاستجابة للنص وكذلك يمنح نفسه تلك المكابرة التى تحدثت عنها فى مقالتى السابقه

• النص يتوج نفسه بلغة سلسة... وتلاعبات لفظية بليغة هى فى الواقع زادت من توهج النص فهى اتت أكلها لترينا مدى انصياع اللغة وطواعيتها للشاعر وكذلك سكبت علينا نوع من التأثيرات التى احتاجها النص منا للانفعال والتفاعل معه

ربـَّــاه
هـــذا الحـُزن يـُبلـِي ولايـَبْـلى


• ان حالة القنوط التى اجتازها النص اتت بالغة التأثر على القائل (( المبدع)) وعلى من توجه النص اليه لكن فى كل الاحوال جاءت هذه العبارة ((زفرة حارة )) وقنوط ويأس مسترسل من حزن لاينتهى

وبعد
هذه الدراسة الموجزة لاأعتبرها قد أعطت الشاعر الرائع بدر عبدالله السارى حقه فالكلام يعجز على أن يفيه حقه وانا فى الختام أهمس لهذا الشاعر الفذ

لكم استمتعت بقراءة نصوصك ...ولكم جلبت لى متعة التأويل براحا لامتناهى
وبصدق أنت رائع ومن سار على الدرب وصل


ولكم التحية



الرائــع / سـعــد الحمــري



لاأكذب القــول إن قلت أن كل نص كتبتـه لـم يتــوج مثلمـــا توجــه سعد الحمــري

فقراءتك لتلك النصــوص أضافت لهــا توهجـــاً لــم أره إلا في إثــرك

بــديع جداً أن تجــد من يتنفســـك

جــل تقــديري لوقت أمضــيته معــي ســاكباً النــور في نصــوصي ورافعهـــا حد الغيــم

ولقــد قرأت ماكتبت مرات عديــده وإرتــويت نضجــاً كتابياً وسآوي إليها كل حين


شكراً أســـاذنا الكبير


محظــوظــون بك نحن




بدر الســاري
توقيع :  بدر عبد الله الساري

 



بدر عبد الله الساري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس