عرض مشاركة واحدة
قديم 15/08/2009, 04:16 PM   #104
سعد الحمري
كاتـب و ناقد
 
الصورة الرمزية سعد الحمري
افتراضي





ضياع جبروت وسلطة عدل

الكتابة هم كبير... وهى كما اردد دائما حالة انزياح هم عن القلب ..وفى النص الابداعى قد نتوقف لنلتقط مضامين معينة تقودنا إلى داخل متاهة الفكر التي يحويها النص الابداعى.
وعودا على ذي بدء نعود إلى نصوص الرائعة خلود العطاوى التي تمارس الكتابة بحرفنة عالية

اقتباس:

تعصف الرياح ..

تقتلع المنازل ..


فى مقدمتها لم توضح خلود الكثير لكنها ومن خلال هذه الجملة ارادت اخبارنا بأن الرياح تقتلع كل شىء
وهى ليست جملة اعتراضية نتوقف عندها حتى نستطيع ازالة الغموض الذى سيكتنف النص لاحقا لكن الجملة سستوقفنا بأستفاهامات من طرفنا منها
متى تعصف..؟واى منازل . الاسئلة هنا ربما تحيلنا الى الاعصار الذى يأتى من الداخل
فالعاصفة حين تأتى من داخل الانسان تقتلع منازل كثيرة (( اناس كانت لهم منازل فى نفس المبدعة ...ربما))

اقتباس:

منازلاً كانت وهجاً للحياة ..

تنبض سعادةً.. وتفيض بالأمل

..


تؤكد لنا الجملة التى اوردتها لحظة اجتياح العاصفة لنفس المبدعة فهى تقرن المجهول بالمعلوم
فى الشطر الاول كانت منازلا وهى كلمة مبهمة لاتؤدى الى اخبارنا بجديد
فى الاخر أقرنت المجهول بالمعلوم (( منازلا كانت وهجا للحياة ..تنبض بالسعادة ..وتفيض بالامل))

اضاء هذا الشطر بعض من ضؤ


اقتباس:


وعلى ضفتيَّ ذلك الواقع ..

" دمعتـــان "

الأولى.. يتجاذبهما مد وجزر ..

وتدميها دوامة الذكرى ..

للماضي.. ورثاء الأيام الجميلة ..

والأخرى.. ترفع يداها بدعاءً خالص إلى الرب ..

لتتخلص من الخطر حول جفنين ناعسين ..


لاشك اننا نبلغ بالحيرة مداها هنا فإن البيان الفلسفى الموارب اولا قد اختفى وابقت المبدعة الدمعتان كشاهد ازلى على ان الأعصار كان داخل الذات ولم يكن ابدا خارجها..

تعود المبدعة لترينا مقدرة الدمعتان المنسكبتان من ذاتها وفى ذاتها .. الاولى اسبغت عليها لغة الحنين الى ماضى قبل الاعصار والثانية خاشعة تتوسل الى الله بعد الاعصار الذى يبدو أنه بالاضافة الى أنه أفقدها منازل قدم حالة لتبلور مفاهيم اخرى جديدة عند الذات المبدعه.


اقتباس:


وفي زحام الأيام ..

مسلسل الرعب الذي دبَّ في خلجات الخلود ..

وتلك الصغيرة " جوليانــا "



أنا وهي..

كنا بلا وطن ..

بلا زهرٌ .. بلا ثمر ..

أغرقنا المطر .. وكنا نرتجف ..

وفي قلبينــا ..

حُجرات من الفراغ ..

وصحارِ قاحلة .. جافة ..

عانت من العطش طويلاً ..

أتذكر الحنظل الذي شربنا مرارته ..

وهمـ .. كمــا .. همـ ..

" قســـاة "




هنا يعطينا النص منعطفا للمشاركة فى الخيبات التى تتلوها شاعرتنا الفذه فهى تشرك شخصا ما ((جوليانا))
وهذا الشخص يتقاسم مع الشاعرة وجع الخيبات التى تقتاتها المبدعة مع ذاتها ومع شريكتها الصغيرة تلك
وهنا يأتى الانسكاب الضمنى للذات المبدعة فى ترجمة احاسيسها وتداعياتها ..
فهى تسرد القواسم المشتركة بينها وبين من تتحدث عنه
• أنهما يقتسمان الخيبة ((خيبة الامل))
• انهما يعانيان من حالة الفقد
• انهما يحملان قلبين فارغين لم تمسسهما العاطفة من الآخر الذى تحب
• وانهما يعانيان من نفس القسوة والجحود والنكران.



اقتباس:


في زحام الأيام ..

امرأةً مكسورة ..
وملك بلا مملكة ..
التقيا في ليلة القمر ..
وكلاهما يندبان القدر ..



هذا اللقاء هو الذى أرجئت فيه خلود العطاوى اجاصة الزاد ذلك اللقاء الغامض الذى تتلوه علينا ولايعنيها اننا فهمنا منه شيئا ام لم نفهم
فهذا اللقاء له مفاهيمه
• فى زحام الايام تم ..ربما هنا تعنى انه لقاء عابر فى زحمة الهموم ومتطلبات الحياة
• امراءة مكسورة (( ومن غير الذات المبدعة تعنى نفسها))
• التقيا فى ليلة القمر ...سنلاحظ ان القمر والسهر يعنى اشياء للخلود فى كل نصوصها وليس فى هذا النص بالتحديد
• ملك بلامملكة .. ترانا قد فهمنا ام اننا لم نفهم...؟
• هنا التقيا من جديد فى لقائهما التقيا وجدانيا ((كلاهما يندب القدر ))


اقتباس:


اقتربت هامسة بسؤال لها .. !!

[ أين جبروت المرأة ]

وصرخت للملك .. !!

[ أين سلطة العدل ]



جاء السؤال هنا بصيغة الانثى ..(( فهل تعيد المبدعة صياغة نفسها مع السؤال ؟
بمعنى ان السؤال جاء لذاتها من ذاتها أم ان السؤال عائدة على التعيسة جوليانا التى اقترفت مع المبدعة ابتلاع الحنظل. السؤال يبحث عن الجبروت الغائب فى لحظة ضعف
الملك ..ذاك المرئى واللامرئى فى دواخلنا الذى يضل بلا مملكة يحكمها هل يمكن ان نسأله عن سلطة العدل مالم يكن ملكا متوجا على قلب



اقتباس:


مخرج/سألتني تلك العجوز ..!!
متى يبدأ الحلم ؟
فأجبتها:
حين تبرحين إلى المقبرة .. !!


هنا يقبع التواصل مع النص فهذا الواقع الذي تحتاج المبدعة الى إعادة صياغته وفق حلمها المتجدد لم يكن من الضرورى اخراجه الا حين فوات الأمر
من هى العجوز ذلك لغز قاصر آخر لانستطيع فك إزاره امام اصرار المبدعة على الاغراق فى الغموض
والغموض المحبب الذى كلما اكتشفت شئ فى نصها تكتشف انك لاتعرف شيئا...
انتهى الحديث وسيطر الألم

وهنا ايضا ينتهى حديثى الذى لاأدرى هل اصبت فيه كبد الحقيقة ام أنه لايزال استرسال بسيط وكأننى لم افهم شيئا

العزيزة خلود

نصوصك رائعة مضمخة بالود دوما ..يكتنفها الغموض ربما لإصرارك على غرس المعنى فى بطن القصيد
وهى كون اكتناف الغموض فيها الا أنها محببة ورائعة

ثقى اننى اتلهف كلما قراءات نصا لك للغوص فى معناه للوصول الى غايات الذات المبدعة ((خلود العطاوى )) من الكتابه
دمت مبدعة ودام قلمك ماطرا ينثر الشعر اينما حل

ايها الماطرون البراح لكم للتعليق

كونو بخير





توقيع :  سعد الحمري
سعد الحمري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس