عرض مشاركة واحدة
قديم 08/08/2009, 01:53 PM   #93
سعد الحمري
كاتـب و ناقد
 
الصورة الرمزية سعد الحمري
افتراضي




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

بداية أود إدراج ملاحظ مهمة في نصوص الرائعة خلود وهى إصرارها على وضع مقدمة شارحة لنصها لكونها تعرف أن نصها الابداعى سيسترسل في غموض مداه بعيد وبالتالي ترى انه لابد من وضع علامة شارحة للنص استعدادا منها للغوص في غموض لا يضع القارئ في حساباته ..على اعتبار إنها قدمت له شرح وافى من خلال المقدمة
في نص امضي وحيدا قدمت هذه الإشارة

اقتباس:


بداية مَنتهِيَة/ مَنّ مَنّ الصَّعبَ أن يفَهِمَك الحَبّ..
فَكيَفَ يفَهمَك مَنّ لا يحَبّ..!! الصَّعبَ أن يفَهِمَك الحَبّ..
فَكيَفَ يفَهمَك مَنّ لا يحَبّ..!!

هذه المقدمة ستوضح فيما بعد لما اختارت الكاتبة إدراجها في متن النص
اقتباس:


أُسافر بَينَ رِياض البنْفْسَج..
............. وأمَضِي وَحِيَداً..!

فألقاك بَدْر..
تَعَلَّقَ بَينَ الضَلوََع.... شَرِيَداً..
ويسَهرَ في طَرَفتِيّ صَريْعاً..
أفَضَّ إلى البدْر باب الخُلُوَد..
............. وأمَضِي وَحِيَداً..!


هذا النص يعتمد على الجملة الاستطرادية (( وأمضى وحيدا)) رغم أنه ستستوقفنا الجملة التي لا تصبغ نفسها على تاء التأنيث التي علقت باسم المبدعة كأنثى فهي لم تقول (( امضي وحيدة)) بل تقول (( امضي وحيدا)) ربما إيمانا منها
بأنها تسبغ على النص الصفة الشمولية الإنسانية أو أنها تتحدث بصيغة الإنسان .
رغم أن السفر حالم
اقتباس:
((أسافر بين رياض البنفسج))

سفر ممتع ولاشك ذالك الذي تتحدث عنه المبدعة
اقتباس:

فألقاك بَدْر..
تَعَلَّقَ بَينَ الضَلوََع.... شَرِيَداً..


فالقاك بدرا ..االجملة هنا تقودنا إلى شخص ((بدر ))شيء ما متوهج يعلق في القلب بين الضلوع لكن العبارة الأخيرة جاءت لتحقق معادلة اتزان النص في الإلقاء إذا لا يمكن لهذا المتعلق أن يكون شريدا ...

اقتباس:

ويسَهرَ في طَرَفتِيّ صَريْعاً..
أفَضَّ إلى البدْر باب الخُلُوَد..
............. وأمَضِي وَحِيَداً..!



وهنا يكتمل الاجتهاد لدى المبدعة في سياق الانغومة التي ابتكرتها
شريدا/ صريعا/ لتكمل ذاتها بذاتها في المسترسلة الأخيرة ((وأمضى وحيدا))
اللغز هنا قائم بذاته ما لم نعود إلى المقدمة المتن الذي سجلته خلود والتي سأختار منها شطرين لهما علاقة بما أقول


اقتباس:

من الصَّعبَ أن يفَهِمَك الحَبّ..
فَكيَفَ يفَهمَك مَنّ لا يحَبّ..!!

هذه الجملتان قد تنير لنا بصيص ضؤ في ضؤ الدلالة المركزية للنص (( الحب/ الفهم)) والنقيض لهما((الكره / الجهل))
اقتباس:


أُسافر بَحَثاً لَعَلَّ الدَرَّوبَ..
لَعَلَّ الَمَسَاء الصَّموَت يلَوح..
لَعَلَّ الخُلُوَد تظَلَّ خُلُوَد..
وإني رأيت..
بأني بكَيْت..
وأن الخُلُوَدَ ستَرَحَّلَ يَوْماً..
وأني وَحِيَد..
............. وأمَضِي وَحِيَداً..!

وربما ما يمكن أن يجعل النص قريبا إلى أنفسنا هي تلك الموسقة التي اختارتها المبدعة رغم أن الإيقاعات هنا جاءت ضمنية مع حركة النص فتتغير الإيقاع
(( التامبو )) في النص يعطينا براح تفسيريا محدودا لحالة المبدعة نفسيا
الإيقاع في المقطع السابق كان رتيبا حزينا كئيبا جدا


اقتباس:


أُسافر بَحَثاً لَعَلَّ الدَرَّوبَ..
لَعَلَّ الَمَسَاء الصَّموَت يلَوح..
لَعَلَّ الخُلُوَد تظَلَّ خُلُوَد..

لاحظ التنقيط الوارد بعد كلمة الدروب سنكتشف أن هناك كلام مبهم معلقا في ضل سؤال بدواخلنا ما هو المطلوب من الدروب التي ارتكزت على كلمة( لعلى ) وهى كلمة تفيد التمني في أقصى غاياته
لَعَلَّ الَمَسَاء الصَّموَت يلَوح..
هنا المعنى يتضح فالهرج والمرج والفوضى حتى للحواس يمكن أن نراها نهارا أما في الليل فالأمر جد مختلف
الصفة المقترنة في المساء عند الشاعرة ((الصموت))
لَعَلَّ الخُلُوَد تظَلَّ خُلُوَد..
هنا المعنى الضمني الذي يختاره عقلي هو أن الشاعرة تقصد نفسها كذات مبدعة وهى نوع من الشرعية اقصد شرعية المطلب في أن تظل ذاتها هي ذاتها وهى مسبوقة بنفس الأمنية السابقة ((لعل)) وهى أمر مشكوك فيه حسب وجهة نظرها

اقتباس:

وإني رأيت..
بأني بكَيْت..
وأن الخُلُوَدَ ستَرَحَّلَ يَوْماً..
وأني وَحِيَد..
............. وأمَضِي وَحِيَداً..!



يكتمل المعنى لدينا في السياق التأويلي للنص الذي اخترناه من بين تفاسير عديدة
وأنى رأيت
بأني بكيت
وأن الخلود سترحل يوما
وأنى وحيدة
إلى هنا والمعنى التراكمي للحزن يستقيم في النص المعنى الاستطرادي لذالك الفهم الغير موجود والغير متبادل
ذلك الفهم من الآخر الذي تبحث عنه الشاعرة والذي باتت من خلال سرديتها توقن انه غير موجود
تختار اللفظة الوحيدة التي تعلق بها كأنثى لتعبر عن كيانها هي كإنسان ((وأنى وحيدة))

اقتباس:


أُسافر نَحْو الَجداول حَتَّى..
أظَل بسَكِرَ الَمَْحَبَّة دَومَاً..
وتَبَقى الَنْسائم سَحَرَاً ذَراها..
وتسأل ماذا خُلُوَد كواها..!!
............. وأمَضِي وَحِيَداً..!

أُسافرَ عَمَّنْ تباهى بجِرحَي..
وأنئي عَمَّنْ أحَبّ بكائي..
وأنَظَم عَقَدَاً يصوغ عذابي..
عذاب الَمِْكَبّل عِنْدَ الأنيِن..
وعِنْدَ الَمَسَاء..
تأن الَنْجَوّم بذاك الَمَسَاء..
وأي مَساء..!
مَسَاء حَزِيِن بفَقَد الَمُْحِب..
بفَقَد الِصَّدِيق الِصَّدُوق..
بفَقَدَي أنــا..!
............. وأمَضِي وَحِيَداً..!

لأني وَحِيَد ..

إن كل العلامات الشارحة جاءت لتؤكد باقي النص الذي خرج بقوة شيء ما ربما الغضب ولكن ليس الغضب على الآخر بقدر ما هو غضب الذات على نفسها ذات الشاعرة تغضب من الداخل (( إنها حالة تأنيب ضمير )) لكونها اهرقت عواطف وأحاسيس ما كان لها أن ترى النور ..
فهي تقر بفقدانها وضياع الخلود هنا لا يعنى إلا ضياع السكينة والهدوء التي كانت بحوزة هذه الذات .
اقتباس:

مَنّ أنتي يا بَيْـداء، يـاسَرَّ الَزِمَـان تكَلَـمِ..
كَيَّفَ انتزعت خواطَرِي إلى سَعِيـر مُضِـرّمِ..
جَفََّت بـي الآمـال وَقَدّ جَفَّ عام الَمَْوْسِمِ..
امضِيّ ولا تستَعَجبَـي منِـيَ ولا تتـألَـمِ..
سأظَلَّ أعَزَفَ دَمَعتـي
غَيْبِـي ولا تتَهَكَّـمِ..

هنا تعود الذات في حالة التأنيب لتصنع نوع من التصالح مع ذاتها لتختتم هذه القصيدة الرائعة وأنا أقول رائعة لكونها
جاءت مختلفة (( عادة ما يمكن أن يبكي المحب لكنه ليس في حاجة إلى جلد ذاته أمام مرايا القصيدة
مختلفة أيضا لتلك الموسقة الرائعة والتي يتبعها إيقاع عالي النغم يستبق الحالة النفسية للذات فيترجمها انغومة
مختلفة لكونها جاءت هبة كزخات مطر إلى ارض عطشى

البراح لكم أيها الأعزاء
ولى عودة بإذن الله

أيها الماطرون لكم من القلب سلاما
أيها الماطرون لكم من القلب التحية


توقيع :  سعد الحمري
سعد الحمري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس