الموضوع: كن صديقي !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 05/08/2009, 12:20 AM   #4
سعد الحمري
كاتـب و ناقد
 
الصورة الرمزية سعد الحمري
افتراضي

الرائع محمد الفيفى



كنت قد وعدت بالعودة الى هذا الموضوع ذلك لأن تحليلك قد راقنى كثيرا كما اشرت فى زيارتى الآولى لبراحك الرائع


ولى وجهة نظر اذا سمحت بإبدائها


ان حالة النص حسب تفسير اخر قد تنطلق من فسخ العلاقة العاطفية بين الشاعر كمبدع لا كإنسان وبين هذا ((الرجل))


على اعتبارات عديدة سأسوقها تباعا هنا حتى يتسنى لنا ان نفتح حوارا بهذا الموضوع



كن صديقى



هذه اللفظة التى ستدلنا على إخبار بصيغة الآمر كن فعل آمر كما نعلم وهى بهذا تفتح افق اخر للمخاطب (( الرجل ))


او فلنقم بإعادة ترتيب الجمل السابقه .

كم جميلا لو بقينا اصدقاء
كم جميلا لو بقينا اصدقاء
ان كل امرأة تحتاج تحتاج الى كف صديق

كن صديقي...كن صديقي...كن صديقي



التكرار فى الجملة هو فى الواقع مأثرة لهذه القصيدة (( كم جميلا لو بقينا اصدقاء)) فلو اللتى وسطت الجمله استطاعت ان تقنعنا بأن هناك حوار آخر بين المتكلم والمخاطب وان هذا الحوار نحن على اعتاب نهايته حالة حوار بين المتكلم والمخاطب تؤدى الى الاقناع سنلاحظ ان الحوار جاء هنا من طرف واح المتكلم وان المستمع او المخاطب لايحرك ساكنا ..لنستمر فى التخيل (( هو يدير ظهره )) هى خلفه تحاول اقناعه التكرار فى الجمله مرتين جاء مندغما مع الامنية اولا ومع فعل الاقناع الذى تقوم به الشاعرة المتكلم


حراك كلمة (( كن صديقى )) الاولى اتت كما قلت بدافع فعل الامر اما التكرار فهو عائدة على حاله الحوار الضمنى الذى نفترضه بين المتكلم والسامع التكرار ربما سيقودنا الى إخبار آخر بعيد حالة التوسل من طرف الشاعر ة كمتكلم وحالة اخرى انها متمسكة بهذا الصديق الذى ربما كان حبيبا .

هواياتي صغيرة واهتماماتي صغيرة
وطموحي ان امشي ساعات معك تحت المطر
عندما يسكنني الحزن ويبكيني الوتر
فلماذا تهتم بشكلي ولا تدرك عقلي؟؟

كن صديقي....كن صديقي...كن صديقي




هنا سيتكرر مشهد اقناع الآخر بجدوى هذه العلاقة التى بتنا بيننا وبين انفسنا نعلم أنها متأزمة بين الطرفين


انها تشرح وتسرد اشياء عن نفسها لمحاولة اقناع الاخر كما اسلفنا


تتكلم بطلاقة عن محدودية هواياتها كأنثى ..وتتحدث عن طموحاتها الصغيرة المبتكرة كفعل الاغتسال من الادران مثلا..لكنها كمن يشدنا فى منتصف السرد لتقول لنا حقيقة اخرى

فلماذا تهتم بشكلي ولا تدرك عقلي؟؟

الاستفهامية قادت الى التعرف الحسى على غايات الشخص المستمع من هذه العلاقه فهو يبنى علاقته الحسية على الشكل لا المضمون انها يهتم بشكلها لابعقلها وتفكيرها
الاستفهام هنا اوصلنا الى الغاية من الاقناع الذى يشبه التوسل والذى تكرره الشاعرة ثلاث مرات
أمر ثم رجاء ثم استجداء لهذه الصداقه

انا محتاجة جدا لميناء سلام
وانا متعبة ..انا متعبة من قصص العاشقين واخبار الغرام
فتكلم ...تكلم.. تكلم ..تكلم
لماذا تنسى حين تلقاني نصف الكلام؟؟
لماذا تنسى حين تلقاني نصف الكلام؟؟
ولماذا تهتم بشكلي ولا تدرك عقلي؟؟
كن صديقي...كن صديقي...كن صديقي
هنا تأتى مبرارات هذا التمسك ..انها هنا تريده صديقا فقط ذلك لأن الصداقة كما اشار العزيز محمد الفيفى هى حالة طهر وصدق ونبل وكيف لاتكون ميناء سلام ..انها لحظة الاستكانه والسكينة التى تبحث عنها الشاعرة
هنا يعود الحوار الى حالة الجدل
استبدلت الشاعرة فعل الامر (( بكلمة تكلم )) فتكلم حالة اخرى لهذا الصامت الذى نكتشف بأنه يرفض مبداء المبادلة او تبديل الادوار من حبيب (( هو يرغب فى هذا)) الى صديق (( هو يرض هذا ))
انه متيم والاستفهامات تقودنا الى ذلك

لماذا تنسى حين تلقاني نصف الكلام؟؟

لماذا تنسى حين تلقاني نصف الكلام؟؟

انه هنا فى حالة تعبير اخر فنسيان الرجل نصف كلامه هو حالة ذهول لوجود هذه الحبيبة امامه وبالتالى هنا يضيع الحوار بينهما وينقفل ثم تعود الى اسباب هذا الضياع ضياع نصف الكلام الى الحاله الوجدانية التى يعيشها الرجل معها انها يتعامل معها كأنثى شكلا متناسيا انها قد تحمل مضمونا راقيا


ولماذا تهتم بشكلي ولا تدرك عقلي؟؟


التكرار يقودنا الى حوار العقل والمنطق انها لاتزال متمسكة به كصديق وهو يتعامل معها حسيا جسدا لاعقلا وتكيبا فكريا (( علاقة حسية ترفضها الشاعرة فى داخل اعماقها ))

مع التكرار لكلمة (( كن صديقى )) نكتشف ان الحالة القائمة فى الحوار هى حالة عصيان متأزم من طرف الرجل وحالة استجداء وتمسك من طرف الانثى ..
أنه لايعلق هنا
فما الحل لدى الشاعرة للتعبير بعد كل محاولات الاقناع
ليس في الامر انتقاص للرجولة
غير ان الشرقي لا يرضى بدور

لا.. لا يرضى بدور...غير ادوار البطولة


هنا الحالة تصل الى نهايتها لدى الذات الشاعرة تقفل الباب فى وجه الحوار الذى سأعتبره مأسويا جدا فى لقاء اعتبره لقاء اخير بينهما ..


انها هنا تعريه


الشعور الشرقى الذى يرفض أن يتعامل مع المراءة (( الانثى )) كطبيعة فيسيولوجية كصديق


انه نوع من انتقاص الذكورة فى مجتمع يؤله الذكر على حساب الانثى بل ويعطيه حق البطولة المطلقه فى ذلك ..تناست شاعرتنا ان مطلبها العزيز الى قلبها الذى اوصلها للحظة الاستجداء هذه هو نوع من انتقاص الرجولة للمخاطب الذى يأبى ان يتزحزح عن دور الحبيب الرجل الشرقى القريب الى القلب لا القريب الى العقل .


وبعد ربما يكون تحليلى قد جانب الصواب ولكنه استقراء احببت ان ادونه فى براح الرائع محمد الفيفى


الذى امتعنا بهذا الحوار



شكرا لك ايها الرائع ان سمحت لقلمى بصافحة قلمك


شكرا لأفكارك النيرة الرائعة


دمت ودام القلم ايها المبدع

لك التحية
توقيع :  سعد الحمري
سعد الحمري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس