عرض مشاركة واحدة
قديم 18/07/2009, 10:59 AM   #2
سعد الحمري
كاتـب و ناقد
 
الصورة الرمزية سعد الحمري
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لينا المهتدي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم ...


/






مسـرحٌ مكتظ بدمى الأطفال !!

الهواء فيـه مختلف ..

أرضيته مختلفة ..

بل إن هذا العالم بأكمله .. عالماً آخــر ..

هنـاك ..

خلف الستـار ..

آلاف بل ملايين الدمى الجميلة ..

وراء كل دمية حكاية يسردها صوت يتناغم مع لون الطفـولــة ..

وفـي كل مــرة ..

قبل الإعلان عن بداية العرض ..

تبدأ الدمى باستعراض المقاطع وتبادل الضحكـات ..

بمساعدة السيــد بيكر ..

كان هذا السيد يتفنن بإختيار الأدوار المناسبــة لكل الدمى ..

وكأنه يعرف تماماً ما تتقنه هذه الدميـة .. وما تبرع فيه تلك !!

وبعد تصفيق الأطفال وسماع ضحكاتـهـم البريئة ..

تبدأ نشوة الانتصار بالتغلل إلى قلب السيد بيكر ..

ويرص دماه العزيزة خلف تلك الأرفف بعناية فائقة ...

فيجعل تلك الدمية تمسك بيد زميلتها ..

ويصفف شعر الأخرى .. بينما يعبث بملابس البعض !!

لكن ..

في كل مرة كان يداعب بخياله أفكار الدمى ..

يصمت فجأة ..

عندما يقترب منها ..

يتوجس خيفة عندما تصطدم عيناه بعينها !

إنـهـــا ..



دمــيــة مختلفــة ..!!

ليست كأقرانـها ..

دميـة رثة !!

مهما تفنن بتنظيفها يبقى معنى القذارة مقترناً بهــا ,,

حتى أنها فشلت في إضحاك الأطفال ..

بل مجرد خروجها على المسـرح يملأ نفسوهم خوفاً ورهبــة !!

إنـهـــم ..





يكـرهـونــها !!



أمسكها السيد بيكر بعناية !!

ثم مزق آخر ثوبٍ كانت تلتحفه ..


فتح زجاج النافذة الذي لم يُغسـل منذ فترة !!

ثم ألقاهــا هنـاك ...

خارج عالم الدمـى ..

بعد قرار لم يتخده طويلاً ..

وكأنـه قد أعلن انتهاء فترة الخدمة ..

حتى من دون معاشٍ يُذكــر !!


تلاعبت بها الرياح وكأنها أعـدت لها مفاجأة من نوع آخــر ..

سارت بها مسافات طويلة دون أن تتركها !!



ومع آخر نسمة ...

كان مصيرها تحت نافذة مشابهة لتلك التي ألقيت من خلالها !!

لم يمضِ مكوثها هناك طويلاً ..

مـا هي إلا دقائق ..

وأصبحت داخل المنزل !!


نظرت إليها تلك الطفلة بعينيها الناعستين وهي تردف :

دمية جميلــة ... ما رأيـك أن نصـبـح أصدقاء ؟!

بدأت الصغيرة باستبدال جسدها القطني بآخرٍ خشبي ..

واستخدمت ذات العينين وذات الأنف .. وذات الشعر المنتوف !!

أعادت إصلاح وجهها الذي بدت عليه علامات الانكســار ..

زرعت لها بعضاً من خصلات الشعر الصفراء ..

ورسمت لها ابتسـامة عريضة ..

ثم قبلت وجنتيها وهي تردف :

مرحباً بك كي تكوني صديقتي الوحيـدة ..

بإمكاني الآن احتضانك حين أرتعش من الخوف ليلاً ..

بإمكاني بث شكواي لك متى أردت ..

وبلمسة طفولية حملتها بين ذراعيها ..


ذهبت إلى سريرها الصغير ..

سحبت الغطاء ولأول مــرة بابتسامة عريضــة !!

وقبل أن تغمض عينيها الناعستين ..

همست لدميتها قائلة :


أرجــوكِ لا ترحلي كما رحل والداي !!

وهكذا ظلت تلك الدمية الخشبية ..

شـاهـدة على احتضان تلك الصغيرة لها ...

حتى بعد أن أصبحت في ريعان الشباب ,,

ظلت ترافقها ..

كي تثبت للعالم أجمـع ..

أن الحنان المفقود يمكن أن يعوض !!

بكثير من الطرق الإيجابية .. مهما كـانــت


^__^












نعم يالينا


لايبدع فى الكتابة من يتسلى ولكن يبدع فيها من يعيشها


توقيعك أقترن بالنص الذى قدمتيه لنا فاكهة ناضجة قطفناها وتلذذنا بأنتعاش امامها

شكرا لنص مميز كهذا

شكرا من القلب
دمت للابداع
توقيع :  سعد الحمري
سعد الحمري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس