عرض مشاركة واحدة
قديم 17/04/2007, 12:59 PM   #63
إيناس الطاهر
روح المـطر
 
الصورة الرمزية إيناس الطاهر
افتراضي

بعد الانتظار ...



قال نعم بعد طول رجاء .... تستطيعين الذهاب في هذه الرحلة ، بشرط أن تكون الرحلة الأولى والأخيرة ، قبلته بفرح موافقة ... حملت سعادتها على راحتيها الصغيرتين مع ورقة كتب موافقته عليها ...

كانت هذه أول رحلة مدرسية تقوم بها منذ دراستها ، هي الآن في المرحلة الثانوية وهذه الرحلة بمثابة وداع الصحبة قبل الافتراق ، لقد قاتلت باستماتة ليقبل والدها هذه الرحلة .... و أخيرا قال نعم ، أخيراً وافق بشرط أن تكون هذه الرحلة الأخيرة رغم أنها الأولى أيضا ، تبسمت وما الفرق إنها السنة الدراسية الأخيرة.

فرحت صويحباتها لذهابها معهن ، خططن ماذا سيرتدين ؟ ماذا سيحضرن معهن ؟ كم سيأخذن من مال ؟ أين سيجلسن بالباص ؟ حلمن وشاركتهن الأحلام ...

وكان اليوم الموعود ، لم تنم ليلتها تلك ، بقيت تحادث اختها الصغرى النائمة عن كل ما ستقوم به ، في الصباح كانت اول من افاق ، توضأت وصلت ، ذهبت للمطبخ وحضرت بعض الشطائر ، وحين بدأت بارتداء الثياب التي خططت للبسها منذ ايام ، اخبرتها امها ان والدها اختار لها ثياب الرحلة ، نظرت ، يا ربي انها ثياب المدرسة ؟؟؟ أذهب الرحلة بثياب المدرسة ؟؟؟ علمت ان هذا شرط والدها و الا .... اقنعت نفسها – الرحلة ما اريد ، لا شئ اخر ، تعلم ان تنازلها هذا شيئا تكرهه ولكنها لن تلغي رحلتها ، حتى ولو كانت المسألة مسألة مبدأ...

حين همت بالخروج ناولها والدها مصروفها ، اياكِ اللف والدوران ، هكذا البنات في الرحلات .... بلعت غضبها وشك والدها ولاذت بالصمت ، تريد ان تفرح ولن يعكر خوف ابيها فرحتها ، حتى ولو كانت المسألة مسألة مبدأ ....

وصلت مدرستها ، كان رفيقاتها ينتظرنها ، جلسن ، تحادثن ، وصل الباص ، جلسن في المقعد الخلفي كما اتفقن سابقا ، في الثامنة سيتحرك الباص .
الساعة الان الثامنة والربع ، المعلمة المرافقة لم تحضر بعد ، بدأ القلق يسيطر عليهن ، الساعة الآن التاسعة إلا ربع ، صعدت المعلمة المسؤولة الباص وأعربت عن أسفها عن التأخر، تنفسن الصعداء ، طالبنها بالتحرك لتعويض التأخير ، اعتذرت وأخبرتهن أن التربية قد ألغت الرحلة لأسباب تجهلها ، وطمأنتهن ، الفصل القادم سنحاول الحصول على رحلة أخرى ...
تفرقت البنات بعد أوهام وأحلام دامت لحظات ... حزنت معلمتهن على فرحتهن التي لم تتم ، وحين همت بإغلاق المدرسة والمغادرة وجدتها جالسة على الرصيف وراسها محني مكسور.
توجهت نحوها فعرفتها ، جلست جوارها وسألتها ما يبكيها ؟؟
مسحت دموعها وقالت : الرحلة ألغيت !!!
أخبرتها المعلمة ألا تحزن ، الدنيا لن تنتهي اليوم ، الفصل القادم سنحصل على رحلة - هكذا قالت –

وما الفائدة ؟ حدثت نفسها بعد أن نهضت ، هي وحدها من يعرف أنها لن تتمكن من الذهاب إلى أي رحلة أخرى ، في نظر والدها الرحلة قد تمت بغض النظر عن الواقع ، المسألة مسألة مبدأ ، توجهت نحو منزلها وألف ألف دمعة في عينها ، فكيف لمن أبكاه حظه أن يكون نفسه مسعده ؟؟؟
توقيع :  إيناس الطاهر

 

إيناس الطاهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس