و لك منها أطنان و أحمال..
من وجهة نظري فإن الكتابة تبدأ كموهبة في شرخ الصبا
فإما أن تخبئَها الأدراج أو أن يكتب لها رؤية النور و في هذه الحالة
إما أن تواجه بالاهمال و اللامبالاة أو تبارك بالتشجيع و الأخذ باليد لصقل
تلك الموهبة الواعدة...
ثم تتحول في ميعة الشباب و فورته و عنفوانه إلى وسيلة تعبير
عن مشاعر متأججة تجوس في النفس و تغلي في الصدر كغلي المراجل
فإما أن تثور و تخرج على شكل حمم مندفعة أو تظل حبيسة نطاق ضيق
بإطلاع ثلة قليلة من الأصدقاء و المقربين جداً
ثم يأتي سن النضج و الاكتمال الفكري فتجد الكتابة تنحى منحى آخر
و تكون أكثر كبحا لجماح الاندفاع و تصبح الكتابة وسيلة لحمل رسالة و تبليغها
و تصبح هما كبيراً و سعيا وراء وهمٍ لا يكاد يرخي عنانه..
الكتابة مراحل و محطات و على القاريء أن يتلطف في تلقي ما أفرزته مكنونات النفوس
و ليكن أكثر وعيا و أكثر قدرة على النظر في الظروف المحيطة بالكاتب إبان تسطيره تلك السطور
و المرحلة التي يمر به و تقلباته النفسية و المزاجية..
إذن فالكتابة حبل سري يربط وجدان صاحب البيان بالمتلقي
و هي حوار صامت بين النفس و القلم و الورق
لا يخلو من معاناة تصاحبه و طقوس ترافق مخاضه و ولادته..
موسى محسن كل التقدير لك و لطرحك الشائق المشوق