عرض مشاركة واحدة
قديم 14/04/2007, 10:39 AM   #58
إيناس الطاهر
روح المـطر
 
الصورة الرمزية إيناس الطاهر
افتراضي 8

يوميات مهزوم


لم يكن جديدا علي استقبال الفشل على عتبة حياتي ، انه الصديق الذي لا يفارقني بإخلاصه والتزامه معي ... يدعونني المتشائم ولا ادر أفي دنيانا حقا ما يدعو للتفاؤل ؟؟!!...


جلست في غرفتي أكتب كلمات يسميها الفاشلون ( عبارات دمار ) ، فتأخذني أمور وتعيدني أخرى ، لم يكن بالمنزل حينها سوانا ، أنا و فرخ يخص أخي الصغير ... بدأت أراقب حركاته الكثيرة والمتزايدة ، كان يحاول جاهدا الخروج من القفص .. للحظة باتت عيناي تراقبانه في جيئته ورواحه ، في قفزاته و صوته .. أذناي تستمعان لصوته المرتفع ، ليبدأ شئ ما يتحرك بداخلي ، شعور غريب ملئ بالغضب !! بالألم ! ، بالذكريات المرة وحطام شخصيتي المبعثرة ، حركة الفرخ جعلت روحي تختنق من الداخل ، هناك شئ يلجم صدري ، صوته بدا يضايقني ولم اكن اهتم لصوته قبل اليوم !! بدأت أرى في صغر حجمه وبساطة تفكيره عظم همي وتعقيد حياتي !! ، في منقاره الصغير الجائع رأيت لاول مرة نهم الحياة وشره ساكنيها ... تحركت نحوه ، امسكته بيميني ورفعته من قفصه .. للأعلى ، للأعلى ، ثم ألقيت به بقوة إلى الأرض ... لم يمت .. زاد صراخه ، كأنه يهاجمني ، يعاندني ، ثارت نفسي وتوترت أعصابي .. الصغير يزف الي خبر فشلي ليؤرق روحي المرهقة ، اصطكت أسناني ببعضها غضبا وقهرا و ألما ، ولم اعد أرى في الفرخ إلا بقايا حطامي و مرار حياتي ، فامتدت يدي الثائرة إلى عنقه الدقيق و أغمضت عيناي ، لا هربا وانما غيظا ، وشددت على عنقه بأصابعي ، شددت ، وشددت ، فتحت عيناي .. رايته يفتح منقاره ، يخرج لسانه وصوته معقود بصدره ، حينها .. راحة غريبة سرت في جسدي وأنا أراه غير قادر على مقاومتي !، ومجاراة قوتي ... و تبدأ أصابعي من جديد تضيق الخناق عليه ، تقيده ، تقيده بشدة ... وكلما ضاق محيط استدارة أصابعي توسع فرج خفيف في صدري إلى أن أفقت من نشوتي لاراه مستسلما لي ،، رعشة باردة أحاطت جسدي ... أي شئ فعلت ؟؟ أي ذنب ارتكبت ؟؟ أي جريمة قد اقترفت ؟؟ لم اقصد ذلك .. لم اقصد موته .. أردت أن اقتل شئ يقتلني لا أن اقتله هو ... نظرت له ، وهو بين راحتيّ .. كان يتنفس بسرعة وبلا حراك ..

بدأ شاهدي يدلك صدره برقه وكأنني أقوم بعملية إحياء القلب كما يفعل الأطباء ... بدأ لسان حالي يطلق سيلا من الاعتذارات ... ودموعي تغسل بشاعة ما فعلت .. ربما انه لا قانون بدنيانا سيحاسب جريمتي لكن شيئا داخلي يرفض قتل طائر .. شئ داخلي يقول أني الآن بت مجرما ...

بدا يفيق من غيبوبة شعرتها صعبه .. حدقت بعينيه المتعبتين .. وشعرت كأنه فهم ندمي بل ظننته يكرهني ... أسينتقم مني ؟؟ انتقام ؟؟ رميته بسرعة ، و تنقلت في أركان المنزل ، عدت لاطمئن عليه بعد أن غسلت يدي التي خنقت عنقه ، وكأني اهرب من ذنبي بغسل خطيئتي .. كان يجري أمامي وكأن شيئا ما كان !! بل وكأنه كان كابوسا .. رغم سعادتي بعدم موته إلا أن الألم اكتنفني لاني رأيت ضعفي .. وشعرت أن الدنيا تتحداني لتهزمني .. بت مهزوما حتى من فرخ لا يزن إلا بضع غرامات ...
توقيع :  إيناس الطاهر

 

إيناس الطاهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس