[عبدالسلام الغامدي]

هُنا وَ بَعيدآ





أتَوقَفُ طَويلآ عَنْ قُربْ





حَتى أبتَسِمَ إبتِسَامَةً قَديمَةً فَاتِرةً


لَمْ يبتَسِم أحَدٌ لْي



إنِهَا مُجَردُ شَنيعَةٍ هَزَلية




وَ مَتاعِب خَاصَةٌ بْي




وَ إنْ كَانتْ أقلَّ شُعوراً بْي





وَ هُنا أيضَآ





شَيطَانٌ يَنعَقِدُ بـِ داخِلَ عَقلْي





يتَرَبصُ بـِ رَحِمِ فِكريْ





لَمْ أتَظَاهَر لَهُ بـِ الحَماسَةِ لـِ أتعَلَمَ مِنْ جَديدْ





شَيطَنَةٌ خَاصَةٌ بْي





أتقَاسَمُها أنَا وَ شَيطَانيْ





وَ يَتَلَذَذُ بِهَا ألَميْ





وَ هُناكَ





أتَصَاعَدُ لَيلآ كـَ زائِرٍ





لـِ كَهفِ شَيطَاني الَذي لَمْ يُولَد بَعدْ





وَ يَتَشكَلُ إزدِحَامٌ بْي





أتَنَبأُ أنَ تَكونَ لْيَ الحَياة !





وَ أُصَلي طَويلآ بـِ نَقَاءٍ وَ عَدالَةٍ





كـَ سُرعَةِ ظُهورِ الفَجرْ





تَعَايَشتُ طَويلآ مَعَ شَيطَاني





وَ طَالَما تَحَادثنَا سَويآ




أتَسارُعُ وَ أزدَحِمُ مَعهْ




أحْيانَآ يتَلَبَسُ أسْلوباً قَاتِماً مَعي !





وَ سَوفَ أُوقِفُهُ لـِ لَحظَةٍ




فـَ يَأخُذُني مِني لـِ نَاحيَتِهِ




وَ يُوثِقُني بـِ زَاويَا غُرفَتي





وَ فْي طَريقي سـَ أنغَمِسُ بـِ الهَلاَكْ




وَ تبَينَ لْيَ شَيطَاني مِنْ هُناكْ




وَ قَد أضَاءَ لْيَ الغُبَار !




وَ التَعفُنُ وَ الصَدأ مِنْ أشيَاء لَمْ تَكُنْ !





وَ هُناكَ فْي طَريقْي




هُناكَ شَيطَاني يُرَفرِفُ فَوقَ مَنَصَتي




يَرميَ لْي كَلِمَة وَ عَلامَة !




سـَ أتَجَاهَلُ سِحرَ هَوائهْ




وَ أنثَنيَ عَلى شَفتَيَّ




وَ أنظَمُ مَخطوطَاتُ سِحرٍ مِنُ الأغَاني




مُستَوحَاة مِن شَيطَانِ أفكَاري




وَ أتَدفَقُ نَشوَةَ طَربٍ لـِ شَيطَاني




وَ سَوفَ أرتَفِعُ سَعيدآ




فـَ اسمَحْ لْي يـِ شَيطَاني أنْ أستَمتِعْ





وَ غَضِبَ شَيطَاني !





فـَ رَمَى نَاظِرَيهِ عَاليآ




وَ تَوَقَفَ سُروْري !





فـَ رأيتُ عَكسَ شَيطَاني





شُعٌاع مُضَاءٌ مِنَ السُحُبْ





لاَمِعُ الغُبارِ كـَ بَلدَةٍ بِلا حَياةْ





كـَ عَزاءٌ فْي كُلِ مَكانْ !





مَرارَةُ لَوْمُ شَيطَاني كـَ سَوادِ الأرضْ





تناول الأول لي في صمتٍ





قَاتِمٍ فُي أُفُقي عَلى عَجَلْ





وَ هُناكَ وَردَةٌ مِن قَالِبٍ غَريبْ !





بَشِعَةٌ لاَ أمَلَ لاَ حَيَاة لاَ شُعوْر بِهَا





تَقعُ عَلى ضَوءٍ مِنْ غُبَارِ شَيطَاني





ظَلامُهَا نَاعِقٌ بَعضَ الشَيء





تَنتَظِرُ لَحظَةَ البُكَاء





هْوَ وَ هْيَ





فـَ نَظرتُ هُناكَ عَاليَ سَمائي





فـَ ضَحِكْوا ثُمَ ذَهَبوْا !







ألفـَ ٌقُبلَةٍ مِنَ السَمَاءْ




قَاطِفُ الوْروْد