وَيَأتِينِي صَوتُها مُرتَعِشاً عَلى الخَط الآخَر عَلى الهاتِف، صَوتُها البَاكِي الحَزينْ، بكَلِمَاتِها المُتَقَطِعَة. جَدَتي تُوفِيَّت يَا حَوراءْ، تُوفِيت، وَلم أرَها، وَأكادُ لا أدرِي ما تَقُول، وَما يَجب عَليَّ أن أقُول. أرَانِي حَائرَة وَلا أملِكُ حَلَّاً للمَوتْ، عَلَنِي أمُوتُ أنا قَريباً جِداً من يَدرِي؟ أعجَزُ عَن تَفسِير ما كَان أو ما قَد يَكُون، أنهَضُ مِن نَومِي لأجدنِي في حَالة مِزَاجِيَّة تَختَلِفُ عَن التِي نَهضتُ بِها. وَتَغييرات كَبيرَة فِي كُل شيءْ، وَأبدُو حَائرَةً جِداً وَجِداً وَجِداً. وَلأوَّل مَرة منذُ شهور أبكِي بحرقَة، دُونَ سبب، هكذَا فحسبْ، اشعُر بالخَواءْ الكبير، وَذنبٌ عَظيمٌ يَجثوا عَلى أكتَافِي. يالله !