عرض مشاركة واحدة
قديم 30/04/2009, 03:36 AM   #104
حوراء المُلا
كاتبـة
 
الصورة الرمزية حوراء المُلا
افتراضي

حِينَ آتِي فَجأه، أكُون صَحَوَة مُبَكِرَة، أو صَفعَةً مُبتَكَرة،
تَهيَّجُ الرِيَّاحْ، تُقلبُ أورَاقَ الجُنونْ، تَفتَحُ صَفَحَات المَاضِي،
تَجعَلنِي أرغَبُ فِي الرقصِ مُجدداً، فِي ملئ رَأسِي بالمُوسِيقا،
لإيذَاءَ أصَابِعِي بأوتَارِ القِيثَارَة، لَتَحطِيمِ كَأسَ الجُمودِ مَابينَ عينَيكْ.

حِينَ آتِي، آتِي بقوَة، بشِدَة، بِعُنف .. بوَحشِيَّة. آتِي مُهاجِرَةً رَاقِصَة،
مُنبُوذَةً من أرَاضِي عَقِيَمَة، لاجئَةٌ إلى اراضِي مُحرَّمَة، أمتَهِنُ الخَطِيئَة،
بكَمٍ طُهر عَظِيمْ، مَكبُوتٌ بدَاخِلِي، برَقصَةٍ تمتَدُ لأعنَاقِ الآلِهِه، وَعناقِ اشتِيَاقْ.
تَكُامُلنا، لَعنَة أفلاطُونِيَّة، كَتَبت عَلينَا الانفِصَال بعدَ الالتِصَاقْ، لحَاجَة فِي نَفسٍ حَاسِدَة.
إلا إنَّ أفلاطُون لَم يُدرك فِعلاً، بأنِي لازِلتُ إجِيدُ الالتِصَاقَ راقِصَة، بأنِي حِينَما أقتَرِبْ،
أهِيجُ الرُوح .. بِشِدة .. بهَزَةٍ وَاحِدَة. لم أكُن أرقص، لكِنِي عُدتُ بحزنٍ يَحوِي رقصاتٍ عُظمى.

وَعَلنِي لَن ارقص، إلا تَانغُو ممتَزِجٌ بشَرقِيَّة، أتَدرِي لِمَ.
أخبَرَنِي صَديقٌ عَريق، قَدِيمٌ جِداً، بأنَّ فِي التَانغو لا يُوجَد من يَقُود،
كِلاهُما يَتَشَاطَر الرَقصَة، كِلاهُما يَدفعُ الآخر لجُنونٍ أعمقْ، وكِلاهُما يغرقْ.

؛
حوراء المُلا غير متواجد حالياً