عرض مشاركة واحدة
قديم 12/04/2009, 02:35 AM   #4
حوراء المُلا
كاتبـة
 
الصورة الرمزية حوراء المُلا
افتراضي

لَستُ أدرِي لمَ أنا هُنا، ولم أستَوطِنُ المكانَ هُنا، غزوتُكَ احتلالاً يا حُسين. لقد ضَيَّعت كُل مَساَحَاتِي ومسافاتِي، أعلمُ جيداً ان الدرب الذي أسيرُ عليه، معوّج، واني اسيرُ عليه ليس لهدف، إنما لأسير، لسبب فلسفي ينام بداخِل روحي، لقد كُنت أقرؤكَ هذِه الليلة، الآن وصلت الى الصفحة الـ38، ولا أشعُر بشيء، سوى الفراغ الذِي تُحرضهُ روحك. لا أشعُر بأيّ شعور سوى خوائك، ولا أستطيع حتى حَسدَ الغجريَّة التي لا تفقهُ شيئاً عن وجوه الغجّر، ارى فيكَ تضاربُاً كالذِي يقتحِمُ روحِي، كالذِي يجري في شراييني، هذا التداخل يا حُسين، بطبيعتنا نبدُوا موشومِين به، رُبما لأننا وُلدنَا كذلكْ. من كَان يدري بأنّي سأولد بوشمِ لفظ الجلالة في يميني، لا أحد، وهل يدري أحد، لا أدرِي، وهل أريدُ ان اعترف لأحدْ..! انا الفتاة التي لا أدعي الطُهر، واشعُر برجسِي الأرضِي دائماً، كـ مخلوق طيني يتسامى على نفسه، أشعُر بشعور أشرف، حينما يعبّر عن الغضب، وحينما يكون "غلبان". انا كهُو في هذِهِ اللحظة، وان كُنا لا نتشاطر الحياة ذاتِها، ربما نتشاطر رغبة البُكاءْ. ولا أدري حقاً لم لا استطيع الضحك، حتى حينَ مراقصتك. اشعر بأنِي بعيدة كُل البعد عن أحبَتي، أشيائي الصغيرة، الأمور التي تَعنيني يا حُسين، احاولُ بثّ شكوى لكني لا أعرِف كيف، ولمن. فكُل من بثثتُ له شكوايّ احتار في أمري. قرائتكُ يا حسين تجعلني أشعُر بما بداخِلك، رُبما هُو الالتحَام الذِي حدث قبل عِدة سنين، منذُ الرقصة الأولى، وهُروبِي خجلاً منها. رُغم انِي أملكُ كل شيء، ومساحاتي تكتضّ بأغراضي، الا اني فارغة جداً، كـ كوب قهوة بعوالق عديدة، لكنهُ .. انتهى. لقد كُنتُ يوماً .. صديقة، حبيبه، ابنه، أخت. لكني باختصار شديد لا أعرف أين أنا الآن، وما محلي، استجدي سماع صوتَ أحدٍ ما، اتمنى لو يرُن هاتفي خطأ لأتحدث إلى غريبٍ لا يعرفُ عني شيئاً، ولا أعرفُ عنه شيئاً، لمرة في العمر، وادرك حينَ أغلق السماعه بأني انتهيتُ منه وَانتهى هُوَّ مني، وتبادلنا أسرارنا دُون الكشف عن هوياتِنا. أينَ أنا الآن، بتُ ضائعة في حُلم، حتى الأحلام تَلفُضني، أحلامي السعيدة تتحَوَّل الى كوابيس مخيفة. وأمقتني جداً .. جداً. أريدُ لكفَّاي التضّرع للرب وَلكن بحجم هذا الألم، بالخوف المُجّوف هُنا .. أخجل أخاف .. لا استطيع ذلك فحسب.
أنا يا حسين، لستُ بهجير العبثيّة السابقة.. لستُ بكاتبة خواطر، لستُ كما يقول أشرف شاعرة. انا فرد .. ممتلئ بالصرد، والسرد، وعشق الشتاء، واشجار العيد ميلاد، والزخارف المُلونه، لكني خاوٍ من اي شيء .. خاو من كُل شيء.

سلامِي لوعودِكَ يا حُسين (k) .
حوراء المُلا غير متواجد حالياً