عرض مشاركة واحدة
قديم 11/04/2009, 07:36 PM   #88
حوراء المُلا
كاتبـة
 
الصورة الرمزية حوراء المُلا
افتراضي

6:42 مساءً،

يَرتَفِعُ صَوتُ الأذَانْ، كُل شيء يَبدُو كئيباً .. عادِياً، وَبعيداً جِداً .. كـ عرش الربْ.
الضَجرُ يَزحَفُ تَحت جِلدي، وَابحَثُ عن شيء ما .. لا أدرِي ما هُو، مَعِدَتِي لم تَعد تتنبأ بالخَطر كَما السَابقْ، ورُبما الحمدُ لله على ذلكْ. طَنين المسنجر، الموسيقى خَامِدَة، نَائمة، وحولي دَفاتِرَ قديمَة، لا مَجَالَ للكتابَةِ فيها، وَأعلم أن مَافِيها يؤلمُني جِداً، وَيخجلنِي أيضاً. مادة الـ English III تنهكُني، كَان بإمكانِي الانتهاء من الواجِب هذا فِي 9 أيّام فائتَه لكني تكاسلت، ولازِلتُ كذلكْ، ليسَ بإمكَانِي إلا أنّ أذهب الى الجَامعة وَانا أتضرعُ لله بأنّ يجعل الاستاذ يؤجل موعد التَسليمِ او أتأخر في التسليم وأشعرُ بالخجل الشديدْ، وَالامُبالاه، وَلكن ما المُشكلَة انا لا مُبالِيَّة أساساً ..!
وَظائف جَسدي مُتوقفه، اتوماتِيكيّة، وجسدي مُتحجر، لا أذكرُ متى آخر مرَة زرتُ فيها الصالة الرِياضيَّة تحديداً. أشعر برغبة في الهَرب، لا أدري لأين، الاجَازة لم تَكفِيني أبداً، اريدُ النومَ رُبما، اريدُ سماع صوتِ أحد، وبشدّه. أريدُ الخروج من قوقعة الضجر هذِهِ لا أكثر.

6:48 مساءً.

أتأمل مَا كتبتهُ أعلاه، محاولة اعادَة الوقت عبثاً، لم لا تكون حَياتُنا كمُسجل، بخياراتِنا، اشعر دائماً بأنِي في صراع دائمٍ مع الوقت، وَاني دُميَّة تأملُ مرور السَنواتِ لأتَحسر عليها فِيما بعدْ. وشيء ما، ينبضُ بداخِلِي يَحثني للصوم، والتضرع والصلاة، يثير أعصابِي جداً، يتلاعب بنزعتِي الدينيّة التي تنام بسكِينه. يحتالُ علي الوقتُ مجدداً، والوعُود السائبة منه، فالساعة الـ 8:00 صباحاً ليست كـ 8:10 صباحاً، وإن أعطيناها فرصَة لتكُن كذلك. كما انّ الساعة 8:28 لن تكون أبداً أبداً كـ الثامنة، أين دِقتنا فِي المواعِيد، وتنكُرنا تحت اسماءٍ ننكر بها وَاقعنا المُر .

{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) } .. { وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111) }. اللهُم صل على مُحمد وآل مُحمد، معلُوماتِي الدينِيَّة تخونني كثيراً هذِهِ الأيَّام، وَهذا أذانُ العشاء الثالث الذي يتَخللُ اذُني هذِهِ الليلة. حمداً لله على نعمة الاسلامْ.

6:59 مساءً .

انتهى الأذان، أخذت أختي من وقتي الكثير من الدقائق حِينما طلبت منِي الذَهاب إلى المطبخ، أسمع الحديث الذِي يدُور بينَ أمي وَابنُ أختي الأصغر - هُو ليس الأصغر فعلاُ لكنهُ أصغر بدقيقة عن أخوه - لا يَهُم. هُو يستجدِي من أمِي كلماتْ الحُب وهِيَّ تُجافِيه، هذا الفتى عفريت، سنتان وشهر. لهُما من العُمر لكِن وجودِهما مِن أجمل ما يكُون فِي البيت، دُونهُما بصراحة .. كُل الملل .. والملل وَالملل. على البعض أن يُصلي الآن، وعليَّ ان أمارس السردْ ..

7:02 مساءً .

لازِلتُ اعانِي من خَلل فِي الهُرموناتْ، يجعلُنِي مجنونه، يستفزني جِداً يستفزُ علاقاتِي بالآخرينْ، وها أنا وَأعود لأتأمّل أوراق الجَامعة التِي كان يَجب عليّ ان انهيها قَبل اليوم .. بكثير، وأنا حتى الآن لم أبدأ بِها، لا أدري ما ألتمسُ فعلاً وما أريدْ، انا مُدللة وأملكُ كُل شيءْ، كُل ما أريدْ، لكِني لا أزالُ حزينه، وحزينةً جداً، وانطوائيَّة. حدّ الألم.

7:03 مساءً .

هل يبدُو الوقتُ بطيئاً في مُرورِه أم ان طباعتي سريعة، كُل ما اريدهُ الآن هُو سكب الماء على رَأسِي، والانتِحاب مُطولاً، أتمنى ألا يَتَدَخَل أحد فِي طقوسِي الخَاصة، وَخاصةً من يقرؤونِي ويقول بأنّ معيار الطُهر قد نَقص بداخِلِي مجرّاتْ، أقولُ لهُ أهلاً، أنتُم السبب يا أحبتِي فأنا أعيشُ بينَكمُ أنا أعتبرُ احدكُم منكُم وفيكُم، انا الفتاة التِي انجبتُموها ونسيتُمُوها على قارعَة الشارع، ايُها المُجتمع الفاسد المنحط، الذِي يحتقر كُل مبدعيه، ينقب فِي ماضِي راسميه، ليحُطهُم ويحطُ من نفسِهِ أكثر، وأكثر.

7:06 مساءً .

أفكر، بأنّ الجماعة هُؤلاء ليسوا من جِلدِي، وانا لا أعترفُ إلا بـ أفرادِ بيتِنا، وأخي الأوحد، وخادمتنا الهاربة. ورُبما عاملة الصالُون الفلبينِيَّة، والفلبِيني الذِي يبيعُني القهوة من ستَاربكس، مُدللاً إيّاي بفتح البابْ، واستاذ الدِراسات الإسلامِيّة الذِي يتعمّد استفزازِي أحياناً، أصدِقائي، رُبما أيَّام الجامعه، أما غيرهِم فلا، وأرانِي لا أعترفُ بالصداقة لأنِي أؤمن بأنّ الوجه الآخر لعُملتِها هو .. الحماقة .

7:09 مساءً .

أفكر في أشرف المصري، وأفكر إن كان راضِياً على شُربي لقهوة ستاربكس، فِي النهاية أنا عربيّة واعيش فِي جانبٍ أبعد مما يعيش،

7:09 مساءً .

أقرأ مفردات آلفها جِداً، وأعرف كاتِبها حقاً، دُون أن أقرأ الجُمل، يكفي مُرور عينايَّ بكلمة ليمُون وصديقِي، وسجادة خشبيّة. هذا الاسلُوب تشربنِي جداً حتى تشبّع مني. وأعرِف أيضاً ان كَان حُسين هُو الكاتِب فمفرداتُهُ عالقةٌ بي، من نبيذ وملائكة وأربعاء ورياح وغجرِيّة، لكِنِي أعلم بأنِي حينَ أقرؤنِي احتاجُ لوقت لأستوعِب بأنِي أنا الكاتِبه، لأنِي لا استقر، لأنِي أتجدد، ألمحُني بحزنٍ دائماً، بقمر مُدور، ولآلئ كثيرَة، إلا إنِي لا أعرفُني حينما أقرأنِي كما يعرفُني أشرف، أو حسين.

7:12 مساءً.

أريدُ أن أنتهِي، ولكن هُناك الكثير. هل أنتهِي، حسناً يتوجبُ عليَّ الرحيل. أنتهى.
حوراء المُلا غير متواجد حالياً