عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11/04/2009, 07:11 PM
الصورة الرمزية أسامة بن محمد السَّطائفي
أسامة بن محمد السَّطائفي أسامة بن محمد السَّطائفي غير متواجد حالياً
مشرف رَتْلُ المزن
 



أسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond repute
افتراضي الثَّقَافَة أَصْبَحَت سَخَـافَة ،

*

سَلامٌ عليكم وَ رحمةُ اللهِ وَ بركاتهُ ،

/


" إن المتأمل في حالِ ثقافتنا اليوم ، يبصرُ بَوْناً كَبيراً بينها و بينَ ما كانتْ عليهِ في أيامٍ خَلت . إذ على النقيضِ التامِّ كانت في عصورٍ غابرةٍ من ماضينا المجيد ، فالجامعاتُ و المدارسُ و المكتباتُ العامَّةُ منتشرةٌ في كل بقعةٍ كان فيها المسلمون .

دمشقُ تزهو بالمكتبةِ الصالحيَّةِ و الظاهرية و مساجدها أشهر من نارٍ على علمٍ مع الأربطة . و القُدسُ تفخرُ بعلمائها الرَّبانيِّين . و الحِجازُ حافلٌ بحلقاتِ العلمِ و المُذاكرةِ و التَّدريس . و القاهرةُ منارةٌ لاستقطابِ أهل الفكرِ و الفضل . و القيروانُ تخرَّج من جامعتهِ مئاتُ الباحثين و المختصين . و تِلمسانُ تتنافسُ مع بغدادَ في نشرِ المعرفة . و فاسُ ذاعَ صيتها الحضاريُّ في كل مكان ، و كانت أيضاً نفسُ المظاهرِ في : غرناطة ، لاهور ، بنغازي ، صنعاء ، دلهي ، سجستان ، بُخارى و .. و .. فماذا أذكرُ و ماذا أذر .

و من كل حواضرِ الثقافةِ العربيةِ و الإسلامية التي ذكرتها سلفاً و غيرها ، مضت أولى قوافل الدَّعوة لتُرسي أُسُسَ المعارفِ و تطمِسَ حلكةَ الجهلِ و التَّخلف ، فَسَادَت و كانت لها اليدُ الطولى في نشرِ الحضارةِ الرَّاقيةِ عبرَ ربوعِ العالم . و الغربيونَ يعترفونَ بذلكـَ في حدِّ ذاتهم ، و لم يقفوا عندَ ذلكـَ فقد جعلوهم قدوةً لهم يتأسونَ بعلمهم و أخلاقهم ليصلحوا من شؤونهم ، فكانوا بذلكـَ تبعاً لهم لمدةٍ طويلةٍ من الزمن .

أما اليوم ، فقد انقلبتِ الصورة عكسَ ذلكـَ كله . صِرنا نحنُ التبعَ - إلا من رحم ربي - بعدَ أن كنا الرأسَ و الطليعة . كذلكـَ ثقافتنا - و ثقافتهم - تجرَّدت من جوهرها السامي و بقي الإسمُ فقط مُجوَّفاً و خالياً من كلِّ فضيلة . فأنتَ ترى أشياءً عِدَّة بمسمَّى الثقافة ، و لكنها أقربُ ما تكونُ إلى السَّخافةِ منها إلى شيءٍ على الأقلِّ ذي فائدة ، و الواقعُ يشهدُ بذلكـ لِذا فلا داعي لأن أطيلَ الكلامـ . "

سَطيف ، 28 / 07 / 2007


 
توقيع :  أسامة بن محمد السَّطائفي
رد مع اقتباس