[مالك الزعبي]

حينما يرتمي القلب بين أحضان الذكريات .. ويبعثر القلم تلك الحروف الضائعات .. أجزم حينها بأن لدى عقلي حكايات ..

ألمٌ وأمل .. حيرةٌ وتفكر .. شوق ووله .. مشاعر مترامية لغاية واحدة .. كلها تعبر عن شيء واحدٍ في القلب يقول .. حقق يا رب لنا تلك الأمنيات ..



ماذا أقول يا لهفة فؤادي .. حينما يدمع الورد شوقاً للقياكم .. ويبكي الفرح ألماً لفرقاكم ..

ماذا أقول يا عروس وجداني .. حينما يضيق الفؤاد عن غيركم .. ويرفض العقل سواكم .. ولا يجدان سبيلا للقياكم ..

ماذا أفعل يا قارئ كلماتي ؟؟ .. كيف أكتب يا عاشق حرفي وأقلامي ؟؟ .. فكم تجرعت لوعات الحنين والشوق في قلبي ؟؟ .. حينما ضاعت مجاديف آمالي .. وعم الخوف واليأس أيامي .. وذبلت زهور أقلامي .. وتعثرت خطوات مسافاتي .. بل حينما أمطرت حبات دمعاتي ..

يا إلهي .. أرى حروفي تجمعني في قوقعة أحلامي .. وأرى دمعي يأخذني في آفاق آمالي .. يبعثان في القلب أملاً يلوح يرسم أشواقي .. فهل يا رب ترحمني وتجمعني بمن تهفوا إليه أيامي ؟؟ ..

بل زاد الأمر حتى .. رأيت حروفي الحزينة تبكي .. فحاولت جمعها بيدي اليمنى .. لأنقش بها في قلبي عبارات الأمل .. فغارت يدي اليسرى .. فجمعت بها حروف شوقي .. ونثرتها في نبض قلبي .. فشعرت وقتها بنشوة غريبة حركت جسدي حتى قلت أنه لن يتوقف إلا في جنة ربي ..



لا قدرة لدي على الكتابة أكثر .. فكم في القلب من مشاعر تتبعثر .. وكم على الوجه من آلامٍ تأبى إلا أن تظهر .. فقمت بوضع ريشتي .. وأطفأت شمعتي .. وأغلقت نافذتي .. وذهبت إلى فراشي .. فبدأت موجة أخرى من التفكير والتحليق .. حيث هناك .. قمرٌ ساطع من حوله نجوم .. غروب شمسٍ ونغمات أمواجٍ هادئة أسدل الستار عنها .. لم يكن غير كتاب ربي أنيسي في وحدتي .. ونور القمر رفيقي في مخيلتي .. والأمواج الهادئة هي مشاعرٌ مِن حولي .. فأما النجوم فما هي إلا ساعات حتى اختفت .. وأما كتاب ربي فبقي في قلبي يؤنسني بعذب وجمال كلام إلهي .. وأما القمر فظل رفيقي في حِلِّ أفكاري وآمالي .. وأما الشمس فلم تعد تشرق في عيني .. فمتى تعود شمس حياتي .. وتتفتح أزهار أحلامي ليفوح عبيرها حول أحبابي ؟؟ ..

23/2/2009
مالك بن محمد الزعبي
صدى الإبداع