عرض مشاركة واحدة
قديم 19/03/2009, 05:02 AM   #49
مياسم
ابنة المطـر ..
 
الصورة الرمزية مياسم
افتراضي


..
..
الأربِعاء الذي خلى منكَ ، وامتلأَ بِوجعي ، وأملَى عليَّ ابتسَاماته المائلَة ،
وَ شِقَّ الأُمنياتِ المُستحيلَة ..
الأربِعاء الذي سألَني أن أصْطفَّ إلى طوابيرِ الموجُوعين ،
الفاقدين ، الحزانَى ، لِيُعطِيهم الوقتُ كِسرَة أمل ..
الأربِعاء اليَوم الذي عبرَني قبلَ ساعات .. :
ابتدأَ بِحُمّى الصّباحِ ، و ارتكبَ كلّ الأدوَار .
حتى اختتم بِطرْفٍ مكسُور .. وَ أتممتهُ بصلاةٍ من شفتيَّ .
يا أنتَ ، هذا الوجدُ نامٍ ، وَ العَينَانِ آذاهُما الماءَ الكثِير ،
وَ حُمَى التطلُّعِ إلى القَادم جعلتني أُمارسُ الهذَيانَ ..
القادم الذي يُخبئُكَ خلفَ سِتارة ،
وَ أودُّ أن أقُول له : ليسَ التّوقُ مُناسِباً لـ اللعِب ، هاتِ مالديكَ وَ هدئْ سعار الفقد !
أفهمَ معنى أن تغدو هذهِ البرقيَّة إليكَ وإلى الأربِعاء ، ماثِلةً لكلَّ عينٍ وَ أيّ ،
لكنّي لن أحفظها .
لأنَّ الأوراق صارت لا تحتَجِبْ ، و الكلمات ، والصُّور كلّها صارَت تتماسّ في فوضَايَ الآن ..
..
الذينَ ناولتَهم سرَّ الشَّجنِ ، وَ عاقِبته ..
يعرِفُون أنَّ الأحلام وحدهَا التي لن تتزحزحَ عن صُدورنَا ،
وَ تكونَ يوماً ، أو حتى ساعةً قريبَة المنَال .. هيَ التي نبلى بِها ولا نشفَى !
لا مناصَ من أرشفَةِ الحُزنِ ،
وَ صلواتِي التي انتهَت إلى الله ..
والليالي التي اسودَّ جناحاهَا بذُنوبِ التخلّي الصّغيرَة .
لا مناصَ من الموتِ عنكَ ، وفيكَ .
وِِ بصوتٍ ضاعَ أعلاه ..
وَ وصلَ باهتاً مكروراً حزيناً ، يرجُو بالأيّامِ ، بقلبِ الصّوتِ رِفقاً ..
لعلَّ أملاً فيهِ السلوَى ..
احفَظ يا ربَّ ليالي -الأربعاءِ- كلَّ ما تعرفُ أني بأمسِّ الشَّوقِ لإعادتهِ دائماً ،
تلكَ اللقاءات التي تتكرَّر ، ولا يُحبِّذها أصحابها ، بدِّلنا بِها يالله .،
بدّلنا بها ، و كفَى !
توقيع :  مياسم

 


إنْ مررتَ قرِيباً من هُنا ، فاقرأْ على شَاهِدة مَوتِيْ :
ميَاسِمٌ لا تنسَى يوماً فيهِ رُوِّيَت بِالمطَرْ .

مياسم غير متواجد حالياً