[أسامة بن محمد السَّطائفي]

*

~ سَلامٌ عليكم وَ رحمةُ الله وَ بركاتهُ ~

/

~ حِكايَةُ الفَتَى وَ المَطَر ~

حَلِّقِي يَا أَبْيَاتَ شِعْرِي بَعِيدًا=وَ اصْعَدِي أَدْرَاجَ النَّشَا 1 فِي انْسِيَابِ
فَالغُيُومُ الجَذْلَى دَعَتْنِي نَدِيماً=أَسْتَقِي مِنْ أَمْطَارِهَا بِالعِلاَبِ 2
حَيْهَلاَ بِالأَفْرَاحِ تَعْدُو إِلَيْنَا=كُلَّمَا زُرْنَا بَاسِقَاتِ السَّحَابِ
كُلَّمَا نَالَ البَرْدُ مِنَّا نَصِيبًا=أَوْ عَبَرْنَا شُطْآنَ بَحْرِ الضَّبَابِ
لَوِّنِي سَوْدَاوِيَّتِي بِالرَّوَابِي=يَا فَرَاشِي الخَضْرَاءِ 3 عِنْدَ اكْتِئَابِي
ثُمَّ لُفِّي قِرْطَاسَ بَعْضِي بِلُطْفٍ=وَ انْشُرِينِي مِنْ بَعْدُ فَوْقَ الهِضَابِ
عَلَّنِي أَسْتَهْوِي رُقَاقَاتِ ثَلْجٍ=وَاصِبِ الإِمْلاَءَاتِ ، زَاهِي الثِّيَابِ
مُفْعَمٌ قَلْبِي بِالنَّدَى ، وَ السَّوَاقِي=أَغْرَقَتْهُ فِي رِيقِهَا المُسْتَطَابِ
وَ الأَضَا 4 تَحْوِيهَا سُوَيْدَاءُ نَفْسِي=وَ الرِّضَا رَقْرَاقٌ بِحُسْنِ انْسِكَابِ
رُبَّمَا عِشْقِي لِلْحَيَا 5 مُسْتَهَامًا 6=سَاقَ رُوحِي نَشْوَانَةً لِلْعُبَابِ 7
إِرْتَضَيْتُ الأَغْيَاثَ 8 لِي مُسْتَقَرًّا=دُونَمَا أَوْطَانِ النُّهَى وَ الكِتَابِ
مُعْلِنًا فَخْرِي وَ اعْتِزَازِي المَقَوَّى=بِالشُّعُورِ الأَسْمَى وَ صَافِي الحُبَابِ 9

الشَّـرح /

1 النَّشَا : نَسيمُ الرِّيحِ ،
2 العِلاَبِ : جمع : علبة ، وهو وِعاءٌ لحملِ الماءِ و اللَّبنِ ،
3 الخَضراءُ : السَّمَـاء ،
4 الأضَـا : جمع : أضاة ، وهوَ : الغَدير ،
5 الحَيَـا : المَطر ،
6 المُسْتَهَامُ : من ذَهبَ فؤادهُ وخُلبَ عقلهُ منَ الحبِّ و غيرهِ ،
7 العُبابُ : مُعظَمُ السَّيْلِ ،
8 الأغْيَـاثُ : جمع : غيث ، وهوَ : المَطر ، و المَقصودَةُ هُنا هِيَ إملااءاتُ المطرِ ،
9 الحُبَـابُ : هوَ ، الحبُّ و المودَّة ،

/

تقبَّلوا منِّي صادقَ المحبَّـةِ وَ الأمنِيَـاتِ