عرض مشاركة واحدة
قديم 01/02/2009, 05:58 PM   #127
زكيّة سلمان
كاتبـة
 
الصورة الرمزية زكيّة سلمان
افتراضي جذوة الغربة ..!!

::من حيثِ أتيتْ ::

التَمْثِيلُ بالأجسادِ مُحَرّمَاً بَعْدَ قتلِها / شرعاً،
فَمَـا بالِكُمْ بِـ التمثِيلِ بأرواحٍ تتنفسُ/ موتاً ..!
فــ يا أيّها الرّاحِلونْ،
لا تُمَثِلُوا برُوحي قبل رحيلكم ولا تُخَرْبِشُوا فوقَ جُروحِي الماطرة دماً ،
دَعُوها كما تَرَكْتُمُوهَا ،
دونَ أيّةِ رُتُوشٍ تُشَوِهُهَا وَ تُشَوِهَكُمْ ..
،،


.

خَلْفَ سُفُوحِ الغُربةِ أَقْطُنْ، جَلَبَتْنِي إليها رياحِ الفقدْ العَارِمةْ ،
وجَــبَلَتْنِي على الحُزنْ طُقُوسَهَا المُبْهَمَة القَاسِيةْ ،

وهَا أنا ذَا مُحْدَوّدَبَةُ الرُّوحْ ،
حُبْلَى بِعَتَادٍ من أوجاعٍ وجُروحْ، ليس من خواصها الكيميائية الانْدِمَال أو التَخَثُرْ،
قَدَرِي أنّ أظَلَّ أَنْزُف حُبكَ حتّى الموتْ ،
فَـ مَتَى تَحِينُ عقاربَ عُمْرِي للتجمدْ ،
متَى يَسْتَنْزِفَنَي الوَجَعْ حتّى الخَلاَصْ !

مُشَرِعَةٌ خِواءَ قَلبي شَطَرَ السمـاءْ ،
أبتهلُ الغَيثْ ،
كَـكَفٍ فاغرةٌ بساطها تمدُ أصابعَ الاحتياجِ ،ما بينَ إصبعٌ وآخرْ مُحيطٌ من غُربةٍ..!!

ومابين رغبٍة في سدِ ذلكَ المُحيطْ قبل أن يهلكنا مَدّه ُوجَزْرَهُ ،
إمّا بأصابعٍ تََتوغل فيما بينها بحميمةٍ مُفرطةٍ،
أو اقتراباً مشوّهاً يَحدُو بنا إلى أرصفةِ الغُربةِ / ضياعاً ..!!

أرانا نَتَلاَشَى فَحَسبْ .!!

يا أنتْ الّذي أعتدّتْ به الروح قريناً ،
فجرّعتها من نبيذِ الغُربةٍ كؤوساً،
كمْ مَرةٍ طَرقتُ فيهِ أبوابكَ ، أتَسَولْ الدّفءْ،!!
وأَرْنُو أنّ تَنْدَى بتلاتْ الرّوح / بوابلِ اللقاءْ،
مُرتديةً عباءةَ حُبكَ المُخَضّبَةِ بالجراحِ، والمكتوية بجمرات البعد،
فما عادت تدفئني كما السابق ،
فالثقوبْ بدأتْ تُعَرِينِي منكْ ..!
،،
أَرَانِي أُكَررُ الطّرقْ شَوقاً دونْ مجيبْ ،
كـ نقّارِ الخَشَبْ ما يزيدُ نقرةُ سُوى فَجْوّةٌ أشدُّ عُمْقَاً ،
هكذا أنا كُلما هَمِمْتُ النداء، أجْحَفْتَ المِدَادْ ،و اتْسَعَتْ الفَجْوّة ..!
وحتّى إنّ أجبتْ لم نكن قادرينْ سُوى.!
أنّ نُنْجِبْ مسافةٍ إضافية تَلُوكَنَا إبعاداً،و مَشَاعِرُنَا غَدَتْ ما بين فُتُورٍ وَعُقْمٍ أَبَدِيّ،


فــ أَعُود أدراجْ إحْتِِِياجِي ، أجرُ أذيالَ الغُربة ، وأُفَرْقِعُ أصَابِعَ الحَنِينْ الباردةْ
والتَحِفُ بِبقَايا ذِكَراكْ .
وأرحـلْ ..!!
]:: ومن حيثِ يتأَتَى لنا الخروج::

ما أجملْ أنْ يكونْ الرحيلْ كــ اللقاءْ
مُنَمْنَمَاً بزخارفٍ من أحاسيسِ ودٍ صادقةْ .!

2-1-2009، 1:30م
توقيع :  زكيّة سلمان

 


و آنَسَتْ المَشـَـاعِرُ
بكَ لهيباً،،

زكيّة الرُّوحْ
زكيّة سلمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس