تَصْدَحُ فَوقَ رَأسِي خَفَافِيشْ
الدّمَارْ في وَضْحِ النّهَارْ،
تَنّهشُ لّحْمِي خَنَازيرٍ
عُلُوجٍ شَرِهَهْ لِـــ سَفْكِ الدِمَاءِ وَ احْتِسَاءِهَا،
فَاغِرةٌ أفْوَاهِهمْ تَعَطُشَاً بلا إرْتِوَاءْ ، وأنْيَابِهِمْ ال
مُتَعَفِنَةْ يَتَقَاطَرُ منها دمِ ا
لأبْريَاءْ ، وَقَمِيصِ العِزّةِ و
الكَرَامةِ قد تَشَبّعَ
بالدِمَاء. فبَاتَتْ سَمَائي شَعْثَاءٌ
غَبْرَاءْ من العَيثِ فِيهَا.
وكُلِ ذلكَ بـ
ـمَرأَى وَ
مسْمَعْ ..!!
آهـٍِ آهــْ ،
أيَحُقُ ليّ
الصُراخْ ، ؟!
أمّ حتّى من ذلكَ
أُمْتَنَعْ ،!!!
يــا أُمَةَ الإسْلاَمْ ، إنّي
غَزَّةَ أُغْزَى ، فَهَلْ مِنّكُم عنِ الظُلْمِ يَرْدَعْ ..!!
في قُعْرِ دَارِي أغْتَصَبُونِي ، وأمامِ أعْيُنِكُمْ إنتَهَكُوا خِدْرِ
أمَانِي و في بحرٍ من الدِماءِ أغرّقُوني،
أنا أمٌ بِكَفَالَتِي شِيُوخٍ بُسَطَاءْ ، وأَطْفَالٍ
أبْريَاءْ ،
وأمّهَاتٍ قد ملّتِ الثّكْلَ و
العَزَاء ْ، تَعَفّر قَلْبَهَا بتُرابِ
الفَقْدْ/ حُزناً.
كان لي طِفلٌ
أجْهَضُونِي إيّاهْ، رُبمَا أسْمَهُ مُحَمّدْ أو رُبمَا عِليٌ أو رُبَمَا عَلاءْ ،
لاَ أذْكُرْ، فَلاَ يُحْصَى عَدَدَ من وَارَيْتهُمْ من
الشُهَدَاء ْ،
كان نَائِماً يَلْتِحِفَ الغِطـَـاءْ ، تَحِفُهُ مَلائكةِ السمَاء ْ، لهُ مَوعدٍ مع الغَدْ ،
لِـ يَمرحْ تحت
شجرةِ الزّيتَونَ ويلعبْ ،
وأتَى الغَدْ بسرعةِ البَرقْ ،
وإذا بـ
أحْجَارِ السّقْفِ قد لَحّفَتْهُ، فَانّتَشَلُوهُ والغِطـَـاءْ ،!
يا
اللّه ُيا اللّهُ يا
الله ْ
ألمْ تَرَوهْ يا أُمّةَ يَعْرُبْ ، أم أنّكُمْ كُنّتُمْ نَائِمِينْ ،؟!!
حتماً نائمُونّ..!!
و ذلكَ الطِفْل الّذي تَلَقَفَتْهُ الأيدِي ، و دَمهُ يَسِيلُ على جَبِينِهِ
وهو يُنَادِي ،
باللهِ عَليكُمْ إنّ كان في قُلُبِكُمْ رَحْمَة ٍ فَ
ارّحَمُونِي ،
وَيّحَكُمْ ألم يَمخُُرَ دَوّيَ وَجَعِهِ
عِبَابَ ضَمَائِرَكُمْ !
أم أنّكُمْ راقَ لكُمْ التَشَدُقِ بِأعْيُنِكُمْ دون أن
يَرِفَّ فيكم جِفْن
الشّهَامَة ،
ثُمّ مَاذا تَنْتَظِرونْ ، ؟؟!!
إنّ
ي غزّة الحُرّة
الأبَية ، وسأبقى كذلكَ رُغَمْ الأُنُوفْ.
لَمْ أُمْدِدَ لِعَلاجٍ أو مالٍ لَكُمْ /
يَداً،!!
أم أنّكُمْ لأَوسِمَةِ العَطَاءِ وَالكَرَمِ
تَتَسَابَقُونْ؟ !!
يا
أُمة ً بــ
لا إله إلاّ اللهِ تَشْهَدْ ،
أهذا هُو فِعْلُ
القُرآنِ وأَقْوالهِ الّذي بهِ تُأْمَرَونْ وتُنْهَونْ،!!
أيّنَكَ يا
مُحَمّدَ و أيّنَكَ يا
سَيف ذُو الْفِقـَـارْ ، لاَ شَهـَـامَةَ من بَعْدِكُمَا ولا شُجعَانْ .
يا
مُلُوكْ ويا
رُؤَساءْ ويا
حُكّامْ ، غَطّوا وُجُوهَكُمْ
المُسْوّدةَ بالخُذْلانْ ،
وتَخدّرُوا كـا
لنّسْوةْ ، وتَلَثّمُوا بِ
عَارِكُم ، فلا مَنَاص من غَفْلتِكُم
العَويصَة !!
هلّ تَسْمَعُونْ يا مُسْتَعْرِبُونْ !!
،
هلّ تَسْمَعُونْ !!
،
هلَ تَسْمَعُونْ !!
،
أم إنّكُمْ
نَائِمـُـونْ !
،،
،،