[خالد السالم]

بِرَبَّكِ يَا مَدِينَتِي .. مَاذَا أَفْعَلُ بِفَصْلٍ تَدَمَعُ عَيْنَاهُ دَوْمًا مِنْ خَشْيَةِ الله وَيَنْسَابُ لأَنَّاتِ قَلْبٍ يَذُوبُ شَوْقًا لِذَاتِ الفَصْلِ الأَحْمَرْ .. ؟ وَللأَحْلاَمِ تَرَانِيمٌ تُعَانِقُ السَّمَاءَ طُهْرًا .. ،/ أيَا مَنْ تَمُورُ بالجُنُونْ .. ،/ أَسْكَنْتُكِ مَدِينَةً لَمْ تُكْتَشَفْ بَعْدُ .. فَمَا بَالُ أَطْرَافَكِ تَرْتَعِشْ .. ؟ هَرْولِي فِيهَا مَا بَيْنَ أخْيِلَةِ الرَّبَيعِ وَأقْمَارِ الخَرَيفْ فَأنَا لَمْ أنْتَهِي بَعْدُ مِنْ تَشْكِيلِ فُصُولِهَا وَدَعِينِي أَتَأمَّلُ أحْلاَمَ البَسَاتِينِ تِلكَ الَّتِي فَصَّلْتِيهَا حِينَ اصْطَفَيْتِينِي لأَسْرَارَكِ ذَاتَ صَبَاحْ .. ! مَا بَالُ عَيْنَاكِ صَامِتَة .. وَالأَنَامِل مَضْمُومَةٌ كَأحْلاَمِيَ السَّالِفَة .. ؟ أَفْرِدِي كَفَّيْكِ ، حَيْثُ وَكَنَاتُ نَبْضِي فِي رَاحَتَيْهَا وَحَلِّقِي فِي مُقْلَتِيَّ حَيْثُ عَرُوسَ المَرَايَا تَبَسَّمِي ، وَدَعِينِي أَغْمُرُ مُرُوجِي بنَيَاشِينَ انْتِبَاهَكِ وَأُبَاكِرُ دَالِيتَكِ بعَنَاقِيد عِشْقٍ سَتَزْهُو بِهَا مَدِينَتِي .. ! هُنَا .. جَلَبْتُ خَيَالاَتَ الأكْوَانِ وَ أَوْشِحَةَ الوَفَاءِ وَخَبَّأتُهَا تَحْتَ وَسَائِدَ لَيَالٍ آتِيَة وَسَيكُونُ للرَّبِيعِ ألْفَ فَصْلٍ حَيْثُ المَوَاسِمَ الزَّاهِيَة سَيهْرَبُ الخَوْفُ الحَائِلَ بَيْنَ نَفْسَكِ وَنَفْسَكِ وَسَنحَطِّمُ الحُجُبَ ، وَنَلْفُظُ أَبْجَدِيَّةَ الصَّمْتَ القَاتِلَة سَأسْرِج خَيْلَ الجُنُونْ ، وَرَغْبَةَ اليَاقُوتْ .. ذَاكَ فَصْلٌ مِنْ فُصُولِ الدَّسَاتِيرِ الخَالِدَة .. ! هُنَا .. لَنْ يُفَاجئُكِ الدَّوَارْ ، وَلَنْ تَلْهَثِي فَقَدْ نَحَرْتُ جِيَادَ الرِّيحِ قَبْلَ قُدُومَكِ بلَهْفَةٍ وبِضْعَ جُنُونْ شَرَّعْتُ كُلَّ الأبْوَابَ ، وَنَفِيْتُ الصَّمْتَ خَلْفِي عِنْدَ مَمَالِكَ الطِّينِ وَالنَّارْ .. ! هُنَا .. لاَ يَجُوزُ الإعْتِصَامَ أوْ الإنْتِظَارْ حَيْثُ الأنْتِ بَيْنَ أهْدَابَ مَدِينَتِي فَأشْعِلي شَرَايِينَكِ ، وَامْزُجِي النَّارَ فِي غَيْمَةِ شَفَتَيْكِ أَزِيحِي كُلَّ الأغْطِيَة عَنْ صِرَاخِكِ يَا حَنُونْ فَمَدِينَتِي أَذُنٌ صَاغِيَة .. ! هُنَا .. مَدِينَةٌ لَمْ تُكْتَشَفْ بَعْدُ تَنْحَنِي لَهَا هَامَاتَ المَطَرِ الَّذِي تَعْشَقِينْ مَدِينَةٌ فَاخِرَةٌ كَأنْتِ انْصَهرَ الخَيَالُ فِي أعْمَاقِهَا المَرْئِيَّة وَالَّلامَرْئِيَّة جَعَلْتُ طُرُقَاتِهَا مُزْدَحِمَة بالغُيُومِ العَاشِقَة هَمْسَةٌ مِنْ هَمَسَاتِهَا تُرْيَاقٌ لذَاتِ الرَّوحِ الطَّاهِرَة .. ! هَذَا أنَا .. وَهَذهِ مَدِينَتِي فَاعْزِفِي لَحْنَ جُنُونَكِ فِي الحُبِّ إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونْ .. !