..
..
بعدَ أن كانَ صَوتُكِ بالأمس يَطمئِنُ على مَنَاماتِيْ ،
يَسألُنِي الفرَح ، وَ يُعبِئُ لِي ضِحكَة الدُّنيَا في صَباحٍ أربِعاءٍ اعتقدتُّهُ مُختلِفاً ..
الليلَة يسكُتْ .. يسكُتُ صَوتُكِ ، وَ قبلَ ذاكَ يبتَعِدْ ،
وَ يصحُو فِيَّ فزَعٌ يُؤنِّبُني لأنَّكِ البارِحة فقطْ كُنتِ هُنا ،
وَ كنتُ أنا بِرُوحي في كلِّ مكانٍ سِواكِ !
لستُ أعلَم ، لِمَ أبدُو هكَذا وَحِيدَة ، وَ خائفَة ، وَ مُعلَّقَة بِظلٍّ تركتِهِ لي هُنا !
الدَّمعُ يطرقُ جفنيَّ بِإلحاحٍ مُؤذٍ ، وَ الارتبَاكُ يُوجِعُني إذ أُحسُّ صوتاً من قريبٍ فأتهيؤهُ أنتِ ..
منسُوبِ النَّدمِ يعلُو ، يعلُو معَ كلِّ خفقَةٍ تُذكرِّني بأنِّكِ الآن بَعيدَةٌ عن وِسَادتِيْ ،
وَ منَامِيْ ، وَ صبرِيَ النَّافِدْ ، وَ لَيلِيَ الذي تعوَّد حنانَكِ !
الليلَة يأتي غِيابُكِ على هيئةٍ كئيبَةٍ جداً ،
على صِفَةٍ تُمزِّقُ عُقوقي ، وَ انشِغالِي ، وَ صَوتيَ الذي لم يَنخفِض يوماً ..
انتهَى ،
انتهَى الذِي أرَّقَكِ وقتاً طوِيلاً .. وَ ابتدأتُ أنَا .. العصيَّةُ على دَمعِكِ منذُ الآنْ !
أُحبُّكِ .. وَ أخشَى ألا يَكتَفي العمرُ بالذي كَانْ ،
أُحبُّكِ ، وَ أخشَى أنْ يُوقِظنِي طَائرٌ ضَالّ على نافِذَةِ العزَاءْ ،
أُحبُّكِ ، وَ أبكي هذا الحِينْ ،
أبكِي لِأنِّي قليلَةٌ بِدُونك ، وَ وَحيدَة ، وَ خائفة .. : (