18/12/2008, 09:35 PM
|
#5
|
إملائي
|
عِندما لا يَكونُ لِلذِكرى مَدى تَتَكومُ بَينَ أضلُع النِسيانْ
ثُقبٌ يَتَخَلَلُ الذاكِرة ، تَمرُ مِن خِلالهِ لَحظاتٍ هاربة مِن رَحمِ النِسيانْ ! ،
تَتَسربلُ مِن مَسامِها الذِكريات ، تَبحَثُ عَن وَهجِها في لُجةِ الماضي تُمزِقُ بِثورة كُل حواجِز الصَمتْ ،
تُكَسِرُ كُل القيودْ ، تُداعِبُ صَرخاتَ الجُنون تُعرَبِدُ مُعلِنةً للِملأ انعِتاقَها ،
تَتَوالى الأصواتُ وَ تَعلو .. لِيَتَحَولُ الهَمسُ إلى لغوٍ فارِغْ .
خَبئتُ الكَثير في جَوفي ،
وَ لَم أقوى عَلى الصَبرِ أكثرْ .. فَكسدتُ الصَبر مؤنه في مواسمِ اليأسْ ،
فنَفَذ الصَبر .. وَ استَحالَ إلى رَغبة في الانتِهاءْ وَ البُكاءْ .
تَبُكرُ الذِكرياتْ ،
وَ نَحنُ دائِماً نَتَنفسْ عَشوائياً ! ..
دونَ أن نَشعُرُ مَدى رَغبةِ حَناجِرنا في الصُراخْ ،
فَسهواً تَتَساقَطُ رَقصاتُ موتٍ تَزفَرُ الروحَ بِها ،
وَ أنا هُناكَ أتَخَبط بَين الماضي وَ الحاضر !
يَرتَفِقُ القَدرْ .. تَتَدلى الذِكرياتُ وَهناً ،
تَبعَثٌ بِإشاراتٍ شَتى وَ لا مِن مُغيثْ ! ..
تَغفو عِندَ أولِ المُنحَنى ، تَقتاتُ لِذرائعْ الفَقدْ ،
فاهتَدت إلى الطَريقِ الأبدي ، تَتَبعثَرُ الذِكرى رَماداً ! ..
تُلملِمها أكفُ الانهِزامْ ، مَعقوفة عَلى نَفسِها ، تَضطَربْ
تَتَوهَمُ، تَتلو صَلاةَ استِسقاءْ !! فَالظَمأ قَد مَحى كُل خَفقةٍ وَ شَوهَ مَلامِحَ لوحَةِ الذاكِرة . وَ كَبُرتْ ،
وَ عانَقها المَلَلْ .
فَعِندمـا لا يَبقى للذِكرى مَدى " تَتَكومُ بَينَ أضلُعِ النِسيان " .
|
|
|
|
|