[عبد الله الغيلاني]

في ذاك المساء المتعب الذي حملني فوق المدائن من حزن وبكى....وبكى قلمي حتى نفذ دمعة
إليكم هذا النص المتعب

أهديها للجرح العربي النازف

هلوسة مدائن

مدائنُ اليوم
كبيرة السن ِ
جميلة الحسنِ
قديمة
مريبة
غريبة
للسائرين إليها


هذه المدائنُ اليوم مريبة
قديمة الشكلِ قديمة الملبسِ
أسواق خلت وأصوات مجيبة
نحن هنا نرى ولا نملك الحسِ
عجب عجاب منك ياالعجيبة
عجيبة الشكلِ والصوتِ والنفسِ


تعلمين كل شئٍ
وهذه المصيبة
تسكتين وتتجاهلين الهمِ


مبانيك ِ جائعة
وطرقك ِ ضائعة
وأصوات حزينة
تعلو وتصبح قصيدة
ميتة
في ركن جريدة
وفي كفها ألف شهيدة

هذه المدائن
اليوم جُرمت
وانهار كل شئ ٍ وجردت
من الحبر والطبشور والناطور
وأجبروها على
الجلوس والحصار


وماتت
كموت الحمار

24\10\2006