[محمد الفيفي]

عـلـمـنـي حبــكِ أن أتــصـرف كــالــصـبــيــان ...
أن أرسـم وجـهـك بـالـطـبـشـور على الـحـيـطـان ...
هـذه الـجـزئـيـه مـن الـقـصـيـده ، جـعـلـتـنـا نـؤكـد تـغـيـيـب عـقـل الـشـاعـر وعـودتـه إلى مـاقـبـل الـنـضـوج الـفـكـري " حـسـاً " في مـراهـقـه الـصـبـا ويـؤكـد لـنـا ذلــك ..

يــا إمــرأةٌ قــلــبــت تــاريــخــي ..
فـهـو يـرى هـذا الـتـغـيـيـر في تـصـرفـاتـه وسـلـوكـه هـو إنـقـلاب سـنـوات عـمـره وكـأنهـا إشـارة الـعـوده إلى زمـن الـصـبـا .

إنـي مـذبـوح فـيـك إلـى الـشـريـان ...
" هـذا تـأكـيـد عـلى الإنـتـمـاء وإعـتـراف يـؤكـد تـسـلـط الـحـب وإذهـال الـشـاعـر " فهي الـسـبـب في قـلـب الـتـاريـخ .. ويـؤكـد ذلـك ...

عـلـمـنـي حـبـكِ كـيـف الـحـب يـغـيـر خـارطـه الأزمـان ...
لانـخـتـلـف بـأن شـاعـرنا فـي هـذه الـحـالـه يـعـيـش هـذا الـشـعـور فـيـكـفـيـه عـذراً بـأنـهـا قـلـبـت تـاريـخـه .. وفـي هـذه الإنـقـلاب ، من الـطـبـيـعـي أن تـتـغـيـر
خـارطـه الأزمـان فـي حـس الـشـاعـر ويـنـمـو هـذا الـشـعـور .

عـلـمـنـي حـيـن أحـب تَـكــُـف الأرض عـن الـدوران ...
يـعـود بـنـا شـاعـرنـا إلـى " يـا مـرأه دوخـت الـدنـيـا " .. ويـؤكـد لـنـا مـفـهـومـنـا بـأنـه يـلـغـي كـل الـكـون فـي تـغـيـيـب عـقـلـه ولا يـرى سـوى ثـوره الـحـب وبـهـذا الـشـعـورلا يـرى الأيـام كـمـا هـي فـي الـزمـن .. بـل تـوقـفـت عـقـارب الـسـاعـه .. عـنـدمـا قـلـبـت هـذه الـمـرأه تـاريـخـيـه .. وغـيـرت خـارطـة الأزمـان لـذا جـاز لـه أن يـرى بـأن الأرض تـكـف عـن الـدوران ويـعـود عـمـره شـعـوراً بـل يـتـوقـف عـلى زمـن الـصـبـا.

عـلـمـني حـبـك أشـيـاء .. مـا كـانـت أبـداً فـي الـحـسـبـان ...
هـل نـفـهـم بـأن كـل هـذه الأشـيـاء الـتـي ذكـرهـا مـن تـغـيـرات كـانـت بـالـحـسـبـان وقــَـدِمَ لـيـتـعـلـمـهـا فـي مـدرسـه الـحـب ، إذاً مـاذا كانت تخفي لـه هـذه الـمـدرسـه مـن جـديـدٍ فـي مـفـاهـيـم الــحـُـــب ؟؟ .
فـعـلـيـنـا أن لا نـتـفـاجـأ لـو تـجـاوز بـنـا هـذا الـشـاعـر حـدود الـجـنـون إلـى عـالـم قـد لا نـدرك لـه مـسـمـى تـحـت أكـاديـمـيـة الـحـب

فـــقـــرات أقــــاصــــيــــص الأطــــفـــــال ...
بــدأت تــداهــم عــقله الأسـاطــيـر والـــتـخــيـلات الـكـرتــونـيه.

دخلت قصــور مــلــوك الجــان ...
أكـد لـنـا هـذا الـتـصـديـق بـالـخـرافـات .. وبـذلـك وصُـل الـشاعـر إلـى عـرش مـلـوك الـجـان .. فـإن كـنـا نـعـرف حـقـيـقـه أو وهـمــاً بـأن الـجـان تـغـيـر فـي مـفـاهـيـم الـبـشـر " لــبــســاً " فـلـنـا أن نـغـوص أعـمـق ونـتـصـور مـن يـشـكـل خـارطـة نـظـام الـجـان .. وشـاعـرنـا يـقـف عـنـد قـائـد قـانـون الـتـغـيـيـر لـذ جـاز لـنـا أن نـقـول بـأن شـاعـرنـا تـجـاوز مـرحـلـه الـغـفـوه لـمـرحـلـه الـغـيـبـوبـه .. فــشُـلـت حــركــتــه ولـمْ يـبـقـى لـه .. سـوى الأحـلام .. ويـؤكـد لـنـا لـذلـك ..

وحـلـمـت أن تـتـزوجـنـي بـنـت الـسـلـطـان ...
لـقـد أسـتـرخـت كـل قـواه وبـداء فـي إغـفـال الـواقع وإسـتـدراج الأحـلام فـالـسـلـطـان هـنـا .. هـو مـن حـوّل حـالـه إلـى هـذا الـحـال وهـيـمـنَ عـلــى عـقـلــه .. .. إنـه الـحـب .. ومـن هـي بـنـت الـسـلـطـان .. هـي مـن تـنـتـمـي لـهـذا الـسـلـطـان " الـحـب " إنـهـا الـحـبـيـبـه .. .. " إمـرأه يـبـكـي فـوق ذراعـيـهـا " .

تـلـك الـعـيـنـاهـا أصـفـاء مـن مــاء الـخــلـجــان ...
تـلـك اشـفـتـاهـا أشـهـا مــن زهــر الــــرمــــان ...
هـذه الـصـفـات الـتـي يـحـلـم بهـا شـاعـرنـا فـي حـبـيـبـتـه .. ثـم يـتـمـادى في الحِلم .

وحـلـمـت إنـي أقـطـفـهـا .. مـثـــل الــفــرسـان ...
عــنــدمــا نـــضـــجـــت حـُــبــــاً وتـــحـــقـــقـــت حـــلـــمـــاً قـــطـــفــهــا شــاعــرنـا بــفــراســة أحـــلامـــه ..

وحـلـمـت إنـي أهـديـهـا .. أطـواق الـؤلـؤ والـمـرجـان ..
هـنـا حـلـم يـعـبـر فـيـه عـن عـمـق شـوقـه وصـدق شـعـوره بـالـحـب فـهـو لـم يـكـفـيـه طـوق بـل أطــواق .. الــؤلــؤ والـمـرجـان ...

عـلـمـنـي حـبـك سـيـدتـي .. مـا الـهـذيـان ..
هـذه الـنـتـيـجـه الـمـنـتـظـره .. لـمـن يـعـيـش فـي الا وعـي .. " علـمني " يـقـصـد الـحـب .. مـاذا عــلمـه ؟!

عـلـمـنـي أخـرج مـن بـيـتـي لأمـشـط أرصـفـة الـطـرقـات ...
وأطـارد وجهــكِ في الأمـطـار وفـي أضـواء الـســيـــارات ...
عـلمــني حـبــك أن أتــصرف كا الـصـبيـان ...
عــلـمـنـي أشــياءً مـــا كــانت فـــي الـحـســبـان ...
دخـلــت قـصور مـلــوك الـجـان ...
كـــل هــذه الأشــيـاء وغـيـرهـا تـعـلـمـهـا فـي مـدرسـة الـحـب . نـعـم .. إنـه الـهـذيـان " تـحـت مـظـلـه يـقّـضـة بـراكـيـن الـمـشـاعــر " .. بـعــد أن بـداء يـهـذي شـاعـرنـا مـاذا حـقـق لـه الـحـب .

عــلـمـنـي كـيـف يـمـر الـعـمـر ولا تـأتـي بـنـت الـسـلـطـان ..
شــاعــرنـا أراد أن يــقـول لـنـا بـأن كـل الـذي ذكـره فـي مـدرســة الـــحـب ... كان بــفــعـل الــســلـطــان " الـحب " ... ولــكـن بـنت الــسـلـطان " الــحـبـيــبـه " لا تـزال هـاجــس يـحـلـم بـه شـاعـرنـا ويــتــعــذر تـحـقـيـقـه ..
وهـذه الـمـدرسـه تـعـطـيـنـا حـقـيـقـه رائـعـه .. بـأن الـشـعـور لا يـنـتـمـي إلـى بـشــر بــشــكـلـه ولـكــن إلـى كــل مـضــمـون جـمـيـل فــي ذات الإنـسـان ..
لــيــكــون الإنــســان إنــســان ..

لــم أعـرف أبداً أن الــدمع هــو الإنــســان ...
إن الإنـســان بـلا حــزن ذكـرى إنـــسـان ...

فـحـقـيـقـة الإنـسـان تـكـمـن فـي شـعوره " الـدمـع هـو الإنـسـان " ولـو لـم يتـحـقـق هـذا الإحـسـاس الـجـمـيـل .. سـيـكـون هـذا الإنـسـان أجـوف .. صـامـت الـحـواس لا يـشـكـل إلا .. " ذكـرى إنـسـان "