[سعد الحمري]

موت شاعر



الى /محمود درويش فى مرقده الاخير



يمكن ان نشم رائحة الكذب فى الكلام....ويمكن أن نرى بوادر الغدر فى التصرف...ولكن...كيف السبيل الى معرفة وقت الرحيل ...؟؟ الرحيل الذى تدبره الايام..فيحدث كل شىء بعيدا عن الحواس حال وقوع الحدث...بعد ذلك تمارس الحواس عملها ..فتستطيع شم رائحة الفجيعه ..وتستطيع رؤية الحزن...فنتذوق الالم الذى هو صفة الانسان الحقيقيه...



هكذا ترحل تاركا فى المآقى دمعة مدراره تهجع الى العين وتأبى الرضوخ لمنطق الصمت

هكذا ترحل دونما استئذان وكأن رحيلك ماهو الا نوع من الرفض الذى كنت تمارسه

نوع من التضاد الذى كنت تشرعه .

رحلت وخلفك لايزال ((طائر الفينيق)) الا تى من رماد الامس يهجز خلفك


كفر قاسم

أننى عدت من الموت لأحيا

وأغنى

وأقاوم

علمتنى ضربة الجلاد

أن امشى على جرحى ثم أمشى واقاوم

****



ومابين كفر قاسم وبين وصاياك تحلق فى سمائنا الاف الاهازيج

الست القائل :-



وبسمك صحت بالاعداء

كلى لحمى اذا مانمت ياديدان

فبيض النمل لايلد النسور...

وبيضة الافعى يخبىء قشرها ثعبان



الست رمزا حين خرجت دواوينك تطفح ببشارة المقاومة

(( الجدارية/ عابرون فى كلام عابر / هدنة مع المغول/ لماذا تركت الحصان ...الخ))



وهكذا أنت.... تغادر فيما تضج المآقى بالبكاء .



ياسادة عند موت الشاعر ..هناك عيون ماء تجف ..وهناك مآق تذبل فهل يكفى البكاء؟؟ وهل تكفى مرارة اللوعة ..لنعبر عن رحيل فراشة حائرةاحترقت بنور الشعر..وانتقلت الى الملكوت ...ساخرة منا