عرض مشاركة واحدة
قديم 19/08/2008, 01:10 PM   #6
مياسم
ابنة المطـر ..
 
الصورة الرمزية مياسم
افتراضي



:
:


شعراء عكاظ

تلتقي القبائل والعشائر في سوق عكاظ ، فيدير شؤون كل قبيلة شيوخُها ورؤساؤها .
و يقضي بين الناس إذا تنازعوا قضاة معترف بهم ، من أشهرهم أكثم حكيم العرب من تميم ،
وكان يُضرب فيه المثل في النزاهة وحب الخير والحكمة ،
و عامر بين الظَّرِب من بني عَدْوان من قيس عيلان ، و حاجب بن زرارة ، و عبد المطلب ،
و أبو طالب ، والعاص بن وائل، و العلاء بن حارثة من بني قريش ، و ربيعة حُذار من بني أسد .

وقد ساهم سوق عكاظ كونه ملتقى للشعراء وحاضناً لهم ومنبعاً لقرائحهم في إخراج عدد من الأسماء ..
والقصائد الشعرية الكبيرة في تاريخ الأدب العربي ، و هناك كانوا يتبايعون ويتعاكظون ، ويتفاخرون ،
ويتحاججون ، و تنشد الشعراء ما تجدد لهم ، وقد كثر ذلك في أشعارهم ، كقول حسان:
سأنشرُ إن حييتُ لهم كلاماً يُنشرُ في المجامع من عكاظ
وممن برز فيه وعلا فيه شأنه النابغة الذبياني ، الذي ترأس سوق عكاظ ، و في ذلك يقول الأصمعي :
كان النابغة يُضرب له قبة حمراء من أدم بسوق عكاظ ، فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها .
وفيها كان يخطب كل خطيب مصقع ، ومنهم قس بن ساعدة الأيادي ؛
إذ خطب خطبته الشهيرة هناك ، وهو على جمله الأورق ؛
وفيه عُلّقت القصائد السبع الشهيرة افتخاراً بفصاحتها ..
على من يحضر الموسم من شعراء القبائل إلى غير ذلك ،
و كان كل شريف إنما يحضر سوق بلده إلاّ سوق عكاظ ، فإنهم كانوا يتوافدون إليها من كل جهة ،
فكان يأتيها قريش، و هوازن، و سليم، و الأحاشيش، و عقيل، و المصطلق، و طوائف من العرب .
ومن كان له أسير سعى في فدائه ، ومن كانت له حكومة ارتفع إلى الذي يقوم بأمر الحكومة ،
و كان الذي يقوم بأمر الحكومة في هذه السوق أناس من بني تميم ، وكان أحدهم الأقرع بن حابس ،
و لما كانت هذه السوق مجمع القبائل ، قال طريف بن تميم العنبري :
أوَ كلما وردتْ عكاظَ قبيلةٌ بعثوا إليّ عريفَهم يتوسمُ

وكانت بعكاظ وقائع مرة بعد مرة ، ولذلك يقول دريد بن الصمة :
تغيّبتُ عن يومي عكاظ كليهما وإنْ يكُ يـومٌ ثالثٌ أتغيبُ
وإنْ يكُ يـومٌ رابعٌ لا أكن به وإنْ يكُ يومٌ خامسٌ أتجنبُ
استمرت سوق عكاظ أكثر من قرنين ،
و المرجح أنها بدأت قبل الهجرة بسبعين سنة ، و استمرت في الإسلام حتى سنة 149هـ
حين نهبها الخوارج .

:
:



مياسم غير متواجد حالياً