عرض مشاركة واحدة
قديم 10/08/2008, 03:37 PM   #7
عبد العزيز الجرّاح
المديـر العـام
 
الصورة الرمزية عبد العزيز الجرّاح
افتراضي


( 3 ) حجرة العناية الفائقة :

تدورُ بيَ الريحُ حين تضيقُ بيَ الأرضُ .
لا بُدَّ لي أن أطيرَ وأن ألجُمَ الريحَ , لكنني آدميٌّ .. شعرتُ بمليون نايٍ يُمَزِّقُ صدري .
تصبَّبتُ ثلجاً وشاهدتُ قبري على راحتَّي . تبعثرتُ فوق السرير .
تقَّيأتُ .
غبتُ قليلاً عن الوعي , متُّ وصحتُ قبيل الوفاة القصيرة : إني أحبُّكِ , هل أدخل الموت من قدميكِ؟ ومتُّ ... ومتُّ تماماً , فما أهدأ الموت لولا بكاؤك ! ما أهدأ الموتَ لولا يداكِ اللتان تدقَّان صدري لأرجع من حيث متُّ .
أحبك قبل الوفاةِ وبعد الوفاةِ , وبينهما لم أُشاهد سوى وجه أمي .
هو القلب ضَلَّ قليلاً وعاد .
سألتُ الحبيبة : في أي قلبٍ أُصبتُ ؟ فمالتْ عليه وغطَّتْ سؤالي بدمعتها .
أيها القلب ... يا أيها القلبُ كيف كذبت عليَّ وأوقعتني عن صهيلي ؟
لدينا كثير من الوقت , يا قلب , فاصمُدْ
ليأتيك من أرض بلقيس هدهدْ .
بعثنا الرسائل .
قطعنا ثلاثين بحراً وستين ساحلْ
وما زال في العمر وقتٌ لنشرُدْ
ويا أيها القلب , كيف كذبتَ على فرسٍ لا تملُّ الرياحَ .
تمهّل لنكملَ هذا العناقَ الأخيرَ ونسجُدْ.
تمهَّل .. تمهَّل لأعرفَ إن كنتَ قلبي أم صوتها وهي تصرخ:
خُذني.
توقيع :  عبد العزيز الجرّاح
عبد العزيز الجرّاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس