عرض مشاركة واحدة
قديم 12/07/2008, 02:23 PM   #61
عبد الخالق الزهراني
شـاعـر
 
الصورة الرمزية عبد الخالق الزهراني
افتراضي

عندما يستعمل الجرّاح مبضع الحرف ليشق بهِ صدر حروفي لا بدّ لي من أنْ أستسلم للمخدِّر أولاً , لتكون عملية نزف المشاعر المندسّة في مكانٍ مّا في أقصى الذاكرة أكثر يسراً وأعظم سِحرا , ولقد كان المخدّر الذي استسلمتُ لهُ هو (( الشعر )) ,,,

يا عازفي الشعر , الشعر يمرّ بمرحلة خطيرة جداً جداً , فهو يتعرّض لعملية تهجير واسعة من أرض الحلم إلى أرض الألم , ومن جنّة الخُلد إلى صحاري الجفاف , وأكاد أقسم ألفا إنّي ما أرقتُ لشيءٍ أكثر من أرقي لهذا الكائن الخيالي السابح في الجمال والجلال , الذي يحاول أنْ ينتسِب لهُ من كلّ 1000 رجل 999,75 رجل , والباقي من النسبة هو رجل واحد لبيب ذكي يعرِف أنّهُ ليس من الشعر في شيء فتنازل برُبعِهِ للحق ولكنْ أين صوت هذا الرجل من أصوات الغثاء الطاغي ؟؟


قلتُ ذات كدر وضجر لسيدي الشعر :

ياشعرُ عفواً فقد أرخيتُ أشرعتي
فلمْ أعُدْ في بحور الشعرِ بحّـارا

كم غُصتُ للقاعِ كي آتي بلؤلـؤةٍ
فجئتُ بالدرّ لكـنْ سوقُـهُ بـارا

أخشى على الدرّ من أيدٍ بهٍ جهلتْ
حتى تساويهِ بالأصدافِ مقـدارا

ياسائلاً عن قصيدي كيف أنزفُـهُ
من جرحِ موهبتي ثرّاً ومـدرارا

لو كنت تعلمُ ذهنـي مـا يُكابِـدُهُ
في ساحة الشّعرِ إقبـالاً وإدبـارا

إذن لهالك عيشـي بعـد قافيـةٍ
تجيء كالنزعِ لـلأرواحِ إعسـارا

فلا تلُمْ شاعـراً غنّـى مواجِعـهُ
ليطرب الصحبَ والأحباب والدارا

هو السّراج الذي في جوفِهِ اتّقدتْ
نارٌ ليبصرَ في الظلماءِ من سارا

فاقبل فديتُك عذري إنّ ذاكرتـي
تكادُ تهلكنـي ريحـاً وإعصـارا

فشاعـرٌ بسخافـاتٍ يداهمُـنـا
وشاعرٌ قـزمٌ قـد قـام مهـذارا

وشاعرٌ ظنّ أن الشعـر ثرثـرةٌ
يلوكُهُ في نوادي القـومِ مكثـارا

ومـا دروا أنّـهُ سحـرٌ تهيّبـهُ
شدقُ المناطقِ كي لا يورثوا عارا

سأترك الفنّ لـن أسمـو لقمّتِـهِ
فما وجدتُ لأهـلِ الفـنّ إكبـارا



شكراً للغيوم التي دعت سحاباً جهاماً فغار منها فرشّ في الأنحاءِ ما تيسّر من رذاذ الأحرف ,,,
عبد الخالق الزهراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس