امرأة واحدة استطاعت أن تلعن اوجاعي .
تسللت الى ماورائي......
علمتني أن للأصابع لساناً وشفتين .......
لملمتني من شتاتي البعيد لتفجر في اعماقي انشودة الأمل ......
قلمت اظافر قلبي .......اقتادتني الى سجنها الأخضر
علمتني اعتناق الفرح بلقائها .....
اسدلت ستاراً بيني وبين حزني
دعتني الى استنشاقها ......
لملمت اشيائي..... استولت على قلاع الخوف التي كنت انام خلف قضبانها....
لونت سمائي بلونها الأخاذ ....... شكلت تضاريسي كيفما تشاء
امرأة واحدة غاية بكل ما احلم به بعثرت أكوام الهموم التي تتكيء على دروبي...
سكنت كل مساحاتي الموحشة.....
قطفت كل قصائدي ...
صنعت مني تمثالاً للحب
لفتت أنظار الرجال الذين يختبئون في فؤادي... كلهم
كلهم ..... حتى ذلك الطفل الذي يسكنني معهم...
امرأة ليست كالنساء جذبتني من رحم المعاناة لتشعلني شمعة في ظلام هذا العالم
انتزعت اعترافي دون أن تجلدني ....
غربلت دفاتري القديمة....
زرعتني في نفسي......
اقتادتني الى ما لا أعرف من العاطفة....
نسفت تاريخ أسفاري وألغت جغرافية أفكاري....
أمرأة واحدة لم احترم في حياتي قلباً كما احترمت قلبها....
انتشلتني من اصطبل الإنكفاء على الذات......
أصبح بعدها لصهيلي ألف معنى ومعنى....
امرأة واحدة حملت فأسها فقطعت جذور ضياعي...
أحسست حينها أن للشمس منزلاً على الأرض....
أعادني رحيلها الى تلك الزوايا المهجورة من اوراقي...
بعثرني بعدها في وجه العاصفة فداستني جحافل الريح...
امرأة واحدة لا أكثر في حضورها ينقلب الحب رأساً على عقب....
وفي غيابها ينقلب الفرح عقباً على رأس....
امرأة واحدة أجادت اصابعها الكتابة على سبورة قلبي....
شرحت لكل التلاميذ دروس العشق....
وأنا أتابعها بلهفة وهي تطرق بطبشورتها على قلبي لزيادة انتباه الآخرين....
امرأة ...لا أكثر يمكن لها أن تغير مسلمات الرياضيات ومعادلات الكيمياء وقوانين الفيزياء....
كل هذا يمكن أن تفعله امرأة واحدة لا أكثر!!!