عرض مشاركة واحدة
قديم 16/06/2008, 07:31 PM   #55
أسامة بن محمد السَّطائفي
مشرف رَتْلُ المزن
 
الصورة الرمزية أسامة بن محمد السَّطائفي
افتراضي


*

" الضحكُ اليسير و التبسم أفضل ، و عدم ذلك من مشايخ العلم على قسمين :
أحدهما : يكون فاضلا لمن تركه أدبا و خوفا من الله و حزنا على نفسه المسكينة .
و الثاني : مذمومٌ لمن فعله حُمقا و كِبرا و تصنُّعاً ، كما أنَّ من أكثر الضحك استخف به ، و لا ريب أن الضحك في الشباب أخف منه و أعذر منه في الشيوخ ، و أما التبسُّم و طلاقة الوجه فأرفع من ذلكَ كلِّه ، قال النَّبيُّ ( صلَّى الله عليه و آله و سلَّم ) [[ تبسُّمكَ في وجْهِ أخيكِ صدقَةْ ]] – رواه البخاري في الأدب المفرد و أحمد و غيرهما . قال جرير : [[ ما رآني رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله و سلَّم ) إلاَّ تبسَّم ]] – متفق عليه .
فهذا هو خلق الإسلام ، فأعلى المقامات : من كان بكَّاءاً باللَّيل بسَّاماً بالنَّهار .
و قال ( عليه السَّلام ) [[ لن تَسَعوا النَّاسَ بأمْوالِكُم فليْسَعْهُم منكم بَسْطَةُ الوَجْه ]] – أخرجهُ البزَّار بسند حسن ، كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر ( رحمه الله تعالى ) في الفتح [ 10 / 459 ] و في آخرهِ : [[ و حُسْنُ الخُلُق ]] .
بقي هنا شيء ، ينبغي لمن كان ضحوكاً بسَّاماً أن يُقْصرَ من ذلكْ و يلوم نفسه حتَّى لا تمجَّهُ الأنفس ، و ينبغي لمن كان عبوساً منقبضاً أن يتبسَّم و يُحسن خُلقه و يمقتَ نفسه على ردائة خُلقه ، و كلُّ انْحرافٍ عن الإعتدال فمذمومْ ، و لابُدَّ للنفس من مُجاهدةٍ و تأديبْ " (*)


(*) كتاب : سير أعلام النبلاء ، للحافظ : شمس الدين الذَّهبي ( رحمة الله عليه )



توقيع :  أسامة بن محمد السَّطائفي
أسامة بن محمد السَّطائفي غير متواجد حالياً