[أسامة بن محمد السَّطائفي]

~ سَلامٌ عليكمْ وَ رحمةُ اللهِ و بركاتُهُ .. }

/

[ وصِيَّة طفيليْ .. }

[ 505 ] - عن عبيد الله بن محمد بن عمران المرزباني قال : كان طفيلي العرائس الذي نُسب إليه الطفيليون يوصي ابنه عبد الحميد بن طُفيل في علته التي مات فيها ، فيقول له : إذا دخلت عُرْساً فلا تلتفت تلفُّت المريب ، و تخيَّر المجالس ، فإن كان العرس كثير الزحام فأْمُرْ و انْهِ ، و لاتنظر في عيون أهل المرأة ، و لا في عيون أهل الرجل ، ليظن هؤلاء أنك من هؤلاء ، فإن كان البواب غليظاً وقَّاحاً فابدأ به و انهه من غير أن تعنِّف به ، و عليك بكلام بين النصيحة و الإدلال . ثم أنشد و قال :

لا تَجْزَعَنَّ من الغريــــ=ــبِ و لا من الرَّجل البعيدِ
و ادْخُلْ كأنَّك طابِخٌ=بيدك مَغْرِفَةُ الحديدِ
متدلِّياً فوق الطَّعامِ=تَدَلِّيَ البازِ الصَّيودِ
لِتلُفَّ ما فوقَ الموائِدِ=كلها لفَّ الفُهودِ
و اطْرح حيائك إنَّما=وجهُ الطُّفيلي من حديدِ
لا تلتفِتْ نحو البُقولِ=و لا إلى غَرْفِ الثَّريدِ
حتَّى إذا جاء الطَّعامُ=ضربتَ فيهِ كالشَّديدِ
و عليك بالفالوذْجاتِ=فإنَّها عينُ القصيدِ
هذا إذا حرَّرتهمْ=و دعوتهم هل من مزيدِ
و الْعُرْسُ لا يخلو من الْـــ=ــلَّوْزِينَجِ الرَّطْبِ الفَنيدِ
فإذا أتيتَ به محوْتَ=محاسِنَ الجامِ الجديدِ

[ مجزوء الكامل ]

قال : ثم أُغمي عليه عند ذكر اللوزينج ساعة ، فلما أفاق رفع رأسه فقال :

و تَنَقَّلَنَّ على الموا=ئِدِ فِعْل شيطانٍ مريدِ
و إذا انتقلت عبثت بالْـــ=ــكَعْكِ الْمُجفَّفِ و القَديدِ
يا ربِّ أنت رزقتني=هذا على رغم الحَسودِ
و اعْلمْ بأنَّك إن قَبِلْـــ=ــتَ نَعِمْتَ يا عبدَ الْحميدِ

[ مجزوء الكامل ]

***

/// المرجع :

كتاب : الأذكياء ، تأليف الحافظ جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمان أبن الجوزي ( ت 597 هـ ) ، إعتنى به : مصطفى شيخ مصطفى ، طبعة : مؤسسة الحُسنى ، الدار البيضاء - المغرب .