من الشعراء المعروفين بسرعة البديهة و حسن التخلص
حبيب الطائي (أبو تمام)
و من تلك القصص المشهورة قصته عندما
وقف بين يدي الخليفة المعتصم مادحاً و أنشد:
إقدام عمرٍو في سماحة حاتمٍ=في حلمِ أحنفض في ذكاء إياسِ
فهبَّ الكندي معترضاً عليه و قال:
الأمير فوق من وصفت، كيف تشبه أمير المؤمنين بأعراب
أجلاف و هو أشرف منزلة و أعظم محلة؟
فأطرق أبو تمام قليلا ثم رفع رأسه و أنشد:
لا تنكروا ضربي له من دونه=مثلا شروداً في الندى و الباسِ
فالله قد ضرب الأقل لنوره=مثلاً من المشكاةِ و النبراسِ
ثم استمر في انشاده حتى أتمّ القصيدة و لما أخذت من يده لم يجدوا بها البيتين فعجبوا
من سرعة فطنته و اهتز الأمير طربا و وقع له بالموصل..
و هنا أقول أن ثقافة الشاعر و صاحب البيان من الأهمية
بمكان حيث لها دور كبير في إنقاذه من المآذق و تجنيبه الاحراج..