[عبدالسلام الغامدي]

كم عُمركَ ?




باغتني سؤالُ تلكَ الطفلة !




وأدهشتني أكثرُ إجابتي !




وكأنني أخبرها عن عمرِ كائنٍ آخرَ غيري !




هل كبرتُ لهذا الحد ؟ !




أم أنَ الأشياءَ من حولي هي التي صغُرت !




ثُمةَ أمورٍ مُبهمةٌ في حياتُنا تُديرنا




وأيادٍ تقودنا مرغمينَ نحوَ الأمام




وتمنعُنا من النظرِ إلى الخلف




وإلاّ فلماذا شعرتُ بالدهشةِ عندما ذكرتُ عددَ سنواتُ عُمري !




وكأني لم أعشها !





يا " أنت "




هل تشبهني ؟




أم ثَمةَ وجعٌ يخبركَ أن تختبئ خلفَ مِرآة ؟ !




لا تُشبهُ أحدآ !




عجيبةٌ تِلكَ المِرآة !




أخبرتني أنَ في وجهي وجهٌ آخرَ يُشبهك




وأنَ فيها دمعةٌ لنّ تكتملَ رقرقتُها إلاّ في عيدِ الموت




وأن ثَمةَ شرخٍ في الروحِ وبقايا من حُزنٍ قديم




كلُ ذلكَ مُخبأٌ خَلفَ وجهي !




لم أكُن أعلمُ حينها أنني كُنتُ أختزلَ وجهٌ مثقوبٌ بالألم




وأنني كُنتُ أمارسُ طقوسَ " التَصنع "




وأتَوسدُ " الإختباء "






أنتَ " مِثلي "




شظايا الحُزنُ ملائتُك




وتحتَ وسادتُك




خبأتُ بقايا عيدٌ ولونٌ من ألوانِ قوسِ قُزح




ومِثقالُ غُربةٌ وليلٌ ويأس






04-09-2005, 09:03 PM




قاطف الورود