19/05/2008, 05:56 PM
|
|
مشرف رَتْلُ المزن
|
|
|
|
[ .. بَرْقِيَّةٌ خِتَامُهَا " نُصْح " .. }
/ سَلامٌ عليكم و رحمة الله و بركاتهُ .. *
بسمِ الله و الصَّلاةُ و السَّلامُ على رسولِ الله و على آلهِ و صَحْبهِ و من والاه .
أمَّا بَعــد ،
كَثيرةٌ هِيَ الأشياءُ الَّتي نُريدُ أن نُعَبِّرَ عنها بِالكِتابة ، أوِ الَّتي نُحاوِلُ أن ننفعَ وَ نُفيدَ بها بِنفسِ الوَسيلَة .
غَيْرَ أنَّنا عِندما نبدأُ في تجسيدها إلى أحرفٍ و نًصوصٍ ، تتلَعثمُ الأقلامُ و تخرُسُ تِلكَ الإرادةُ الَّتي حَثَّتنا و حرَّضتنا من قبلُ على التَّدوين .
هُنا يأتِي دوْرُ التَّفَكُّرِ و التَّخَيُّلِ لاسْتِنطاقِ تلكَ الأمورِ المُرادُ تسْوِيدُها ، مُتَحَلِّينَ بِالمِصداقِيَّةِ و الموضُوعِيَّةِ معَ الكَثيرِ من روعةِ البيانِ و التراكيبِ الإنشائيَّةِ وَ ما يَتْبَعُ ذلكَ مِنَ البَديعِ ، البَلاغَةِ و الفَصَاحَةِ بِالحَصَافَة .
كمَا يَجِبُ الإبتِعادُ كلُّ البُعدِ عنِ الكَذِبِ الفَاحِشِ و الأخلاقِ المرذُولةِ كَالغيبةِ و النَّمِيمةِ و بَثِّ رُوحِ المُشاحَنةِ وَ التَّباغُض . وَ كَذَا عَدَمُ إثارةِ الغَرائِزِ النَّفسِيَّةِ بِشَهْوانِيَّةٍ وَ انْحِلال .
الإنتِفاعُ مِمَّا تكتبُ - أو تكتبينْ - بالنِّسبةِ لمن يقرأكَ أمرٌ مفروغٌ منه ، حتَّى في مُحاكاتِكَ لمشاعركَ الدَّاخِلِيَّة وَ أحاسيسُكَ العَفوِيَّةِ الفِطْرِيَّة ، فَرُبَّ شاعرٍ نَطَقَ بلِسانِ مهمومٍ فأزالَ - بلا عِلمِهِ - أسى مَكرُوبٍ سمعَ شِعرهُ ذاك ، أو كاتبٍ كشَفَ طَلاسِمَ ذاتِ أحدِهم دونَ أن يراهُ أو يعرِفَ عنهُ شَيئاً فانشَرحَ لكلماتِهِ و دَعا لهُ بالخيراتِ بِظهرِ الغيب .
فاعلَمْ - أصلحَنِي الله وَ إيَّاكْ - أنَّ ما تَخَطُّهُ يُمْناكَ مَحْسوبٌ لكَ أو عليك ، فلا تَزَد حِملَ الأوزَارِ ثِقْلاٌ إلى ثِقلِها وَ اجْعل كِتاباتِكَ ذُخْراً وَ ذِكْراً حَسَناً لكَ و لأَعَمالِكَ الفِكْرِيَّة .
عُصَارَةُ نُصحٍ خالِصٍ اعتَصَرِتُها لكَ يا أخي و لكِ يا أختي من فُؤادِي المُحِبّ شَفَقَةً وَ مَوَدَّةً ، فأرجُو أ تَقْبَلوها مِنِّي هَدِيَّةً وَ عُرْبُونَ أُخُوَّةٍ فِي الله .
السَّطَفِي ، 18/05/2008
|