/ سَــلامٌ عليكم و رحمةُ الله و بركـاتهُ .. *
[ غَريقٌ في الهَوَاءْ .. !! }
" يَشعرُ دائماً بالإختناقْ .. فلا يستطيعُ التَّنفسْ ..
و لا تحسُّسَ الهواءِ من حولهْ ..
كأنَّ فوقَ صدرهِ الأهراماتْ .. جاثِمةٌ بلا حراكْ ..
فقدْ أصابـهُ الوضعُ الرَّاهنُ بداءِ الرَّبْوْ ..
//
ذهب إلى الصَّيدليِّ ، سألهُ عن دواءٍ لذلكـَ الدَّاءْ
فأجابهُ على الفورْ : [ لا يُوجدُ عندنا الدَّواءْ ..
فقد نفدَ هذا الصبــاحْ ] ..
إذْ أنَّ كل النَّاسِ مُصابونْ .. وَ الوَباءُ عمَّ كالطَّاعونْ ..
قرَّرَ أن يبحثَ عنه في السُّوقِ السَّوداءْ ..
و أن يشتريهُ و لو بالبيضاءِ و الصَّفراءْ ..
فلم تعد له طاقةٌ على التَّحمُّلْ .. و تمكَّنَ منه الإعياءْ ..
//
عندَ بحثهِ عن ذلكـَ المَكَــانِ ، تفاجَىءْ ..
لم تعد هناك سوقٌ سوداءْ ..
أخبروهُ أنَّ كلَّ مرتاديها .. و الذين يبيعون فيها .. كلهم أُدخل السِّجنْ ..
بسببِ ماذا ؟ ..
بسبب بيعِ الهواءْ ..
بدل بيعِ كل الأشياءْ ..
//
عزمَ على ولوجِ السِّجنْ .. لأجل ماذا ؟ .. لكي يموتَ معهمْ ..
ولكنَّهُ تفاجَىءَ للمرَّةِ الثَّانيةِ هذا اليــومْ ..
إذ وجد الحُمرةَ تعلو وجوههمْ ..
من أثرِ الدَّمِ الصَّافي الذي يجري في عروقهمْ ..
و البسمةُ مرسومةٌ على ثُغورهمْ ..
من إستنشاقهم للأوكسجينْ .. عوض النِّيكوتينْ .. و دُخَّانَ البنزينْ ..
و أكلهم للَّحم و اليقطينْ .. في مكانِ " البيتزا " و الأسبرينْ ..
فصمَّمَ على المكوثِ و البقاءْ ..
من أجلِ ماذا ؟ ..
من أجلِ الهواءْ ... "
//
السَّطَفِي ، 13/04/2007