عرض مشاركة واحدة
قديم 19/05/2008, 01:19 PM   #13
سليمان منذر الأسعد
شَاعر / سَادن البَوح
 
الصورة الرمزية سليمان منذر الأسعد
افتراضي

أشكرك يا سودة على هذا التحريض الجميل.. وعلى نشاطك الفكري والثقافي المتميز

لم أكن أريد لهذا النقاش الممتع أن ينجرف إلى التقييم الأخلاقي للحداثة، لا لأنني أعارض أو أؤيد محاكمة الفنّ أخلاقياً! بل لأن المقام لا يتسع لكل هذا الزخم الجدلي.. لذلك سأوجز تعقيباً على هذه النقطة يتلخص في أنني لم أكن أناقش خطر الحداثة أو فضائلها، بل حاولت أن أشير إلى ضرورة أن تكون لنا حداثتنا الخاصة المبنية على شروط تتلاءم مع ظروفنا التاريخية والحضارية.. رغم اعتراضي على ضبابية التسمية كما أسلفتُ، ورغم أن الحداثة التي كنت أناقشها هي الحداثة الشعرية تحديداً.
وما قاله المفكرون الذين أدرجتِ آراءهم الفاضلة كان منصباً على حركات معيّنة لم تكن موقع اهتمامي في حديثي السابق. فهؤلاء جميعهم كانوا يهاجمون الحداثة كحركة ارتبطت بفئة ما، لم يكن يهمها أن تستلهم التراث في محاولة تجديدها للبنية الاجتماعية والسياسية والثقافية. وإذا تقصينا الحداثة من حيث مفاهيمها وأهدافها المجردة فلا أظنّ أننا سنحشر في تلك الخانة المشبوهة.
وحين قلتُ إن (النصوص المترجمة هي قصائد نثر..) لم أكن أعني أنها كتبت في لغتها الأصلية دون موسيقى، بل قصدت أنها أصبحت "نثرية" بعد نقلها إلى العربية، إذ لا يمكن للمترجم أن ينقل التناغم الخاص في اللغة الأصلية إلى لغة تعتمد مقياساً آخر للنغم!. وهي في النتيجة قصائد نثر بالمعنى الاصطلاحي!.
وحين أعود إلى لورد بيرون الذي ذكرته على سبيل التثميل، فهو لم يعاصر أصلاً هذا النوع الهجين من الشعر الذي ظهر على يد الفرنسيين رامبو ولوتريامون وبودلير (كان في الثالثة من عمره حين مات بيرون!).
تحياتي لك يا سودة الخير..
توقيع :  سليمان منذر الأسعد

 (( فإنّ الموتَ يعشقُ فجأةً مثلِي ....
وإنّ الموتَ مثلِي لا يُحبّ الانتظَار / محمود درويش ))

سليمان منذر الأسعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس