عرض مشاركة واحدة
قديم 19/05/2008, 12:50 AM   #32
هند بنت محمد
شذرات لؤلؤ
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة السطفي مشاهدة المشاركة
* سَلامٌ عليكمْ و رحمةُ الله و بركاتهُ .. ||

/

و من أجدرُ منها بكلِّ هذا الحُبِّ و التقديرْ ؟!

تلكـَ الحنونةُ الرَّؤومْ ، رمزُ التَّضحيةِ و العَطــاءِ و السَّخَــاءْ ..

لكـِ يا أمِّي من هذا المِنبَرِ الأشــمْ ، تحيةُ إجلالٍ و إكبارٍ و عِرفَــانْ ..

لا تليقُ إلاَّ بكـِ ... يا ... أمَّــاهْ ..

*

شاكرٌ لكـِ كثيراً أختنا الغالية / هندْ ، على هذا الهذيانْ عفواً أقصدُ العِرفانَ و ردَّ الجميلِ لأمِّكـِ و أمَّهاتنا ..

حفظهنَّ اللهُ لنا و لكلِّ إخواننا و أخواتنــا ..

/

و مُساهمةً مِنِّي في إثراءِ الموضوعِ ، سوفَ أدرجُ نَصًّا هنا ( لأنَّهُ المكانُ الأنسبُ لذلكـْ ) كتبتهُ قبلَ مدَّة يحملُ عنوانْ : الفَننُ الدَّافِــيءْ ..

قراءة ممتعة ، و في الأخير تقبلوا مني خالصَ تحيتي و احترامي ..

*

[ .. الفَنَــنُ الدَّافِــيءْ .. }



‘’ .. مازِلْتِ يا غُصنَ الطِّيبةِ و جوهرَ الرَّأفــة ، تهشَّ لكـِ روحي كالمولعــةِ المسحورة . و تتوقُ لِتفيُّأِ ظِلِّكـِ المُطمئنِ و التَّضوُّرِ فوقَ حنانِكـِ المئيــدْ .

مازِلْتِ تطربينَ لاحتضاني و ضمِّ ما تناثَرَ من وفائي لكـِ ، متمنِّيةً أن لا أبتعدَ أكثر . و أن لا أفارقكـِ كما ودَّعَ زهْرُ الكَرَزِ فُروعاً تغنَّت و تباهت بهِ في فصلِ الرَّبيـــعْ .

مازِلْتِ تقرئينَ صفحاتِ عمري بكلِّ رويَّةٍ و اشتِياقٍ ، إشتياقٌ لأسْطُرٍ كانَ لكـِ كبيرُ فَضْلٍ في تَسْويدِ أولاها . و الغريبُ في الأمرِ ، أنَّ سوادَها كانَ ذا إشْراقٍ و طُهرٍ انبثقتْ منهُ السَّعادةُ مُجْتاحَةً لِزوايا و أركانِ تِلْكـَ الوُرَيْقاتْ . كم أشتاقُ بدوري إلى تِلكـَ الأوراقِ البريئــة .

مازِلْتِ تخافينَ عليَّ من نَسْمةِ العليلِ ، و أنتِ لا تأْبَهينَ لِلْعواصِفِ الهَوْجاءِ تُجابِهينها إن كانتْ تُهدِّدُ استِقْراري . تَدْفَعينَ الشُّرورَ من حَوْلي و لا تهتمِّينَ إن أصابكـِ منها سَهْمٌ طائِشْ ، مادامَ أنَّهُ لنْ يُصيبني .

مازِلْتِ تطرُزينَ البَسَماتِ على وَجْنَتيَّ بِمُرْهَفِ إحْساسِكـِ نحوَ شُعوري و حُسنِ إنْصاتِكـِ لِتفاهاتي مع الصِّدْقِ و الإخْلاصِ في واجِبِكـِ المُقدَّس اتُجاهي . حتَّى أصبحتْ فَرْحَتي فَرْحَتَكـِ ، و تعاسَتي تعاسَتَكـِ .

مازِلْتِ تُغذِّينني من رُواءِ أخلاقِكـِ المِفْضالَــةِ لِكَي أشرِّفَكـِ و أشرِّفَ نفسي . فَلَمْ تبْخَلي و لمْ تَكْسلي ، و كَسَوْتِني بِحُلَّةِ التَّربِية لأتدثَّرَ بِها صِيانَةً من صقيعِ العُقوقِ و الوَقــاحَــة .

مازِلْتِ تعتبرنني رضيعاً في أشهُرِهِ الأولى ، يُكْثِرُ من البُكاءِ و يُجيدُ فنَّ الصُّراخ .

مازِلتِ تعتبرنني طِفْلاً في أعوامِهِ الأولى ، يحبو تارَةً و يُناغي أخرى .

مازِلْتِ تعتبرنني وَلَداً في سنواتِ دِراسَتِهِ الأولى ، يحمِلُ مِحْفَظَةً تفوقُهُ حَجْماً و يُرافِقُهُ إلى المدْرَسَــةِ جَدُّهُ مِنْ أبيــه .

و هُنا توقَّفَ الزَّمَــنُ حَسْبَ نَظَرِكـِ لِعُمْري ، فلمْ أكبَر و لمْ أغدو شاباً طرَّ شارِبُــهْ أو زَوْجاً رُكِبَ قارِبُــهْ أو والِداً لهُ أصْهارُهُ و أقارِبُــهْ .

فحَسْبَ نَظْرَتِكـِ لي ، مازِلتُ ذلكـَ الرَّضيعْ .. ذلكـَ الطِّفلْ .. ذلكـَ الوَلَــدَ ، لا غَيْــر .

فعلى هذهِ الرُّؤيَـــةِ مازِلْتِ و لازِلْتِ ...

... يا أُمَّـــاهْ ... ‘’




سَطيفْ ، 14/11/2007



تحف روحك رياحين الجنه
ورضا الرحمن يتوج قلبك





توقيع :  هند بنت محمد

 


لَيتَهُم يَعلمُون
اَنّ ذَا الحَرف مَاهو
اِلا مُضغة مِن سَيل عَرمْرمٍ مجنُون
يَنبَع مِن ذَا القَلب وَيَصبّ فيه
ويَنكَأ هَاهُنا نَبضٌ كَم تَدثّر بحيَاء المَرمر
عَن كُل عَينٍ مَكنُون
وَ .. سَيعلمُون .. !



شـَـذَى اَلْتـُـفَاحْ
هند بنت محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس