الموضوع: أدبُ الوفاة !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 18/05/2008, 07:59 PM   #13
سودة الكنوي
شاعرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية سودة الكنوي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراس عمران مشاهدة المشاركة
هم كثيراً ما أتعبونا (المجاملون و المجاملات)
و إن من أكثر ما بات شائعاً على الساحة النتية هو أن ندخل إلى أحد المنتديات
الأدبية ونجد في أحد أقسام الشعر نصاً لا ينتمي الشعر أصلاً لا من حيث النظم ولا من حيث الشعر كلغة و ما أكثر ما نجده ..
بحيث يكون كاتب الموضوع قد كتب شيئاً شبيهاً بالشعر من حيث ترتيب القصيدة
كشكل و شيئاً يشبه النثر كلغة لكنه أفسدها حيث أنه كي يكون مقنعاً
لمن سيقرأ هذا الشعر !! , قام بحشر القافية في النص معتمداً على تشابه الإيقاع
بين الكلمات و هو مما يسمى في البديع السجع
و تنهض القريحة الشعرية بهذا الشاعر ليدخل بعض العبارات المدهشة على نصه
(من مبدأ أن الشعر يهدي الدهشة للقارئ أولاً) فيقوم بنشر العبارات المتضادة
مبنىً و معنىً ( هيا اركضي و تأملي السماء ) و هذا مما صادفته على النت
وسماه بعض الـ ....... شعراً ..!!
و يقوم هذا الفنان بوضع صورة (مؤثرة) كلقطة عناق من فلم هندي
أو بعض الصور التي تباع على الأرصفة في الشوارع ..
و يدخل على النص موسيقى ساحرة كي يستمتع القارئ بالنغم مع القراءة
كما لا ننسى طبعاً زخرفة النص بكافة أزرار (الكيبورد) من تشكيل للحروف
بغض النظر إن كان هذا التشكيل صواباً أم خطأً و تلوين الخط (النص)
بالأحمر و الأخضر و الأصفر و جميع ألوان قوس قزح ,
ثم يأتي القراء الأشاوس في تلك الأماكن .. الأدبية ..
فمنهم من يقسم بالله تعالى ثلاثاً أنه لم يقرأ مثل هذه القصيدة الررررررررائعة
ناهيك عن استخدام المفردات الكبيرة كالبواذخ و الشوامخ
و شاعر العرب النحرير .. و صاحب القلم الخطير ..
و نقرأ أطناناً من المديح و المجاملة الفوق معقولة و هذا كله من باب مديح الجمال
و تقدير الأدب !!
فيا للعجب
هذه أول مشكلات الساحة النتية الأدبية ..
كما لا أنكر وجود قلة يحاولون التعلم و الاستفادة من ساحة الإنترنت الأدبية
لما تتيحه هذه الساحة من مخالطة أهل الأدب و الشعر حقاً
و نرى هؤلاء يكتبون و يخطئون و يسألون و يستفسرون و كأنهم تلاميذ في مدرسة
ابتدائية و أنا بعون الله أحاول أن أكون من هؤلاء التلاميذ ..و أشهد أني مقصر جداً..
***
و من جميل هذه الساحة النتية الأدبية أنها أتاحت لنا قراءة الكثير من المواهب
الشابة التي تستحق التقدير فعلاً و تستحق لقب شاعر أو كاتب .....الخ
وهنا أيضاً تكمن مشكلة ..
هي ما قالته الأخت سودة عن ندرة الشعراء و كثرة المتشاعرين
فأقول أنا عل سبيل المثال أقرأ يومياً حوالي عشرة قصائد في منتديات مختلفة
و معظمها ذات وزنٍ دقيق و خليليةٍ متقنة من حيث الوزن و القافية
لا وللأسف الشديد لا تعدو عن كونها نظماً و ليس شعراً
و لم تزد حصيلة أمسية مطالعة لي على الإنترنت أكثر من قصيدة أو اثنتين نادراً
و هذه أيضاً ما يندرج تحت ما سمته سودة (فقد الشاعرية)
أي أننا كثيراً ما نقرأ نظماً لا شعراً ..
و قد أصبحت غاية الكتابة للكثيرين هي الكتابة للحصول على بعض الزاد من دكان الأدب
و منهم من يكتب لأجل شاعر المليون ..!!
و منهم و منهم ..........................
.
.
شكراً لكل الأحبة هنا
و السلام خير ختام.

أخي فراس..
شر البلية ما يضحك..
لقد زدت الموضوع ثراءً بهذه الإضافة اللاذعة
بالفعل لقد طغت المجاملات على الردود في المنتديات
لا بأس فعبارات التشجيعأحياناً تأتي أكلها و لكن
تشجيع بحجم العمل و ليس مبالغاً فيه بحيث يعيش
صاحب النص في خدعة وهم أنه قد أصبح من أصحاب
الأقلام التي لا يشق لها غبار، حتى إذا صادف من يوعيهِ
و يصارحه بالحقيقة المنصفة في يومٍ من الأيام ثار في وجهه و رفض النقد و قال:
أنا شاعر منذ كذا و كذا و أكتب في منتدى كذا و كذا و قد أشاد بي الشاعر
فلان و الكاتب فلان و القائمة تطول بأسماء لا يكاد يعرفها إلا هو
و رواد المنتديات التي ذكر أسماءها!
عجباً!
يجب على المرء أن يكون صدره رحباً للنقد يقبل منه ما يواتيه
و يرد ما لم يقنعه بالحجة الداحضة و الدليل القاطع في
إطار من الذوق و حسن الجواب و الأسلوب اللبق..
فالإنسان يظل بحاجة للاستفادة من آراء الآخرين
و الاستزادة من المعرفة إلى لحظة خروج روحه من جسده
و ليس عيباً أن يقع الخلل فيما نصوغه فهذا دليل الصناعة البشرية و الكمال المطلق
لا يكون إلا لله سبحانه و تعالى..
لا بدّ أن نسعى إلى الجودة و لكن لا نبحث عن الكمال..
و لا يظنّ ظانٌ أن هناك بشر قد سلم من الخطأ، و حتى في الأدب
و الشعر لم يسلم كبار الشعراء الذين ذاع صيتهم من نقد النقاد و مع ذلك
لم يقدح ذلك في موهبتهم و لم ينفِ شاعريتهم و لم يطمس ذيوع صيتهم
و انتشار خبرهم، فهذا أبو العباس المبرَّد يفضل شعر البحتري على شعري أبي تمام
و هذا نصيب ينتقد شعر الكميت و يفاضل بينه و بين أبيات لذي الرمة
و هذا الخليفة الأديب الناقد عبد الملك بن مروان يعيب على ذي الرمة قوله
(ما بال عينيك منها الماء ينسربُ)
و يستنكر على جرير قوله:
(أتصحو أم فؤادك غير صاحٍ؟)
و دونكم إمبراطور الشعر الذي شغل الناس بشعره و شاعريته
أحمد بن الحسين المتنبي لم يسلم من ملاحظات النحويين و اللغويين
على أبياته..
/
/
/
/
للحديث بقية..
سودة الكنوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس