عرض مشاركة واحدة
قديم 18/04/2008, 07:19 PM   #5
أحمد بدر
شـاعـر
 
الصورة الرمزية أحمد بدر
افتراضي

مساء الورد أخت سؤدة
اليوم وقع بيدي كتاب " تاريخ العلماء النحويين " لـِ أبو المحاسن التنوخي
وقرأتُ بعض ما تناول عن الشيخ الجليل الخليل بن أحمد فتذكرتُ موضوعنا
قلتُ: لا ضير من نقله هنا للفائدة فهي فرصة قد لا تتكرر لسبب أننا وبصراحة لا نولي اهتماما لهؤلاء العلماء بقدر ما نولي اهتماما أكبر لما نكتب..
قال عنه أبو المحاسن التنوخ:-

هوَ الخليل بن أحمد الأزدي
أخذ علم النحو عن أبي عمرو بن العلاء.
واخترع علم العروض، ومعرفة أوزان أشعار العرب.
ويقال أيضا: إنه نظر في علم النجوم، وفهمه، فلم يحمده، وقال رحمه الله:

أبْلِغَا عَنِّيَ الْمُنجِّم أنِّي = كافِرٌ بالَّذِي قَضتْهُ الْكواكبْ
عَالِمٌ أنَّ ما يكونُ مِنَ الأمْ = رِ قَضَاءٌ مِنَ المُهَيْمِنِ وَاجِبْ

وله قطع مختارة، فمنها ما خاطب به أخاه، وكان أنكر عليه حالاً رآها منه، فقال، رحمه الله تعالى:

لَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا أقُولُ عَذَرْتَنِي = أوْ كُنْتُ أفْهَمُ ما تقولُ عَذَلْتُكَا
لكِنْ جَهِلْتَ مَقَالَتِي فَعَذَلْتَنِي = وَعَلِمْتُ أنَّكَ جاهِلٌ فَعَذَرْتُكَا

وقال أيضاً، عفا الله عنه:

عَذَلْتَ علَى ما لَوْ عَلِمْتَ بِقَدْرِهِ=بَسَطْتَ مَكَانَ اللَّوْمِ والعَذْلِ مَنْ عُذْرِي
جَهِلْتَ وَلَمْ تَعْلَمْ بأنَّكَ جَاهِلٌ = فَمَن لِي بِأَنْ تَدْرِي بأَنَّك لا تَدْرِي

وقال أيضا، رحمه الله:

عُذْرُكَ عِنْدَ رَبِّكَ مَبْسُوطُ = وَالذَّنْبُ عَنْ مِثْلِكَ مَحْطُوطُ
لَيْسَ بِمَسْخُوطٍ فِعَالُ امرئٍ = كُلُّ الَّذِي يَفْعَلُ مَسْخُوطُ

وروى أبو بكر ابن الأنباري، أظنه عن أبيه، عن علي بن نصر الجهضمي، قال: ورد الخليل بن أحمد - ويقال: إنه لم يسم في الإسلام قبله أحمد - إلى سليمان بن حبيب بن المهلب، إلى الأهواز، وكان صديقاً له، فأقام عنده مدَّة، فكتب رقعة وانصرف، فلم يجده عند ظنه به، فكتب رقعة، وكان في الرقعة:

وَرَدَ العُفاةُ المُعْطِشُونَ فأَصْدَرُوا = رِيًّا وطابَ لهم لَدَيْكَ الْمَشْرَعُ
ووَرَدْتُ دونَك ظامِياً مُتَدَفِّقاً = فردَدْتَ دَلْوِي شَنُّها يَتَقَعْقَعُ
وأَرَاكَ تُمْطِرُ جَانِباً عن جَانِبٍ = وفَضاءُ أرْضِي مِن سَمائِكَ بَلْقَعُ
أَلِحُسْنِ مَنْزِلَتِي تُؤَخِّرُ حاجَتِي = أم ليس لي فيهِ بِخَيْرٍ مطْمعُ


وكتب إليه:
أَبْلِغْ سليمان أنِّي عنه في سَعَةٍ ... .................
الأبيات، وسنذكرها بكمالها.
وروى ابن الأنباري أيضا، أن سليمان بن حبيب أهدى إليه هدية لم يرضها، فكتب إليه:

أَهْدَى إليَّ أبو أَيُّوبَ فَاكِهَةً =مِن أَرْضِ سَنْدَانَ يا للهِ مِن طُرَفِ
هَدِيَّةٌ لم تكُنْ عندِي بفائِدةٍ =ولا هَدايَا ذَوِي الإنْعامِ والشَّرَفِ
وله أيضا:


يا زَلَّةً يُكْثِرُ الشَّيْطانُ إنْ ذُكِرتُ =منها التعجب جاءت من سليمانا
لا تَعْجَبُوا أن يَزِلَّ الخَيْرُ عن يَدِهِ =الْكوكبُ النَّحْسُ يسْقِي الأرْض أحْياناً

وغير ابن الأنباري يقول: إن سليمان بن علي الهاشمي كتب إليه يستدعيه، وبعث إليه بمال وفاكهة، ورد المال، وكتب إليه بهذه الأبيات:

أبْلِغْ سليمانَ أنِّي عنه في سَعَةٍ =وفي غِنىً غيرَ أنِّي لستُ ذا مال
شُحًّا بنَفْسِيَ إنِّي لا أَرَى أحَداً = يَمُوتُ هَزْلاً ولا يَبْقَى علَى حَالِ
فالرِّزْقُ عَن قَدَرٍ لا العَجْزُ يَنْقُصُهُ = ولا يَزِيدُك فيه حَوْلَ مُحْتالِ
وإنَّ بينَ الْغِنَى والفَقْرِ مَنْزِلَةً = مَوْصُوَلةً بجَدِيدٍ ليس بالْبالِي
والفقرُ في النَّفسِ لا في المالِ تَعْلَمُهُ=ومِثْلُ ذاك الغِنَى في النَّفْسِ لا المالِ
والصَّبْرُ يُعْقِبُ خَيْراً إن قَنَعْتَ به = والحِرْصُ يَدْعُو إلى فَقْرٍ وإذْلالِ

ولم يُختلف في زهده.
ويروى أن صديقاً له ولي ولاية، فكتب إليه: الحق بي. فجاء الرسول وهو يأكل كسرة،
فقال: قل له: أما دمت أصبر على الكسرة فلست أبلغك.
وأنشده يقول:

قد صَاغَةُ اللهُ مِن مِسْكٍ ومِن ذَهَبٍ = وصاغَ رَاحَتَهُ مِن عَارِض هَطِلِ

وله " كتاب في العروض " ، وكتاب " العين " .
وهو أول من صنف اللغة على حروف المعجم.
قال الشاعر يعني ابن دريد، لما عمل كتابه المعروف " الجمهرة " :
وهْوَ كتابُ العَيْنِ إلاَّ ... أنَّه قد غَيَّرَهْ
في أبيات تركناها.
وتُوفي الخليل سنة سبعين ومائة، وقد قيل: سنة خمس وسبعين ومائة.
وقال الجاحظ: له " كتاب في الألحان " .
من شعره، يذكر كتابي عيسى بن عمر:

ذَهَبَ النَّحْوُ جمِيعا كُلُّهُ = غير ما أحْدث عيسى بنُ عُمرْ
ذاكَ إكْمالُ وهذا جامِعٌ =وهما للِنَّاسِ شمْسٌ وقمرْ

وكان يقال لأحدهما " المكمل " ، والآخر " الجامع " .
ويروى أنه دخل على المنصور، فقال له المنصور: قد قلت بيتاً فأجزه.
فقال: وما هو؟ فقال:

أدَرْتُ الهَوَى حتَّى إذا صارَ كالرَّحَى = جعلتُ مَحَلَّ القَلْبِ في مَوْضِع القُطْبِ

فأطرق ساعة، ثم قال:

فلمَّا جَعَلْتُ القلبَ تحتَ رَحَى الْهَوَى = نَدِمْتُ وصارَ القلبُ في مَوْضِعٍ صَعْبِ

فأمر له بجائزة. إنتهى كلامه رحمه الله
أما وانتِ يا سودة فقد اتفقتِ معي على الباطل الذي المّ بمعنى المثل..
ولو كان صحيحا لكان العكس أصح خصوصا والشرقية بدون وازع ودافع من البيت لا تنتشر إلا على مضض
تحياتي لكِ كريمتي
توقيع :  أحمد بدر

التعديل الأخير تم بواسطة أحمد بدر ; 18/04/2008 الساعة 07:35 PM.
أحمد بدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس