أواخِـر الصـَّبر
أنتِ..
مَن أنتِ..؟
.
.
.
فـَـرْحــي ~ فـَـرَوْحـي..
.
.
.
جُـــرحـي..
.
.
.
آهُ آهـــاتي
أنـتِ اخـتـلاجـة حُـزنـي وابـتسـامـاتي=غِنى اكتفائي ~ وفـقري في احتياجاتي
يا كلّ بعضي ~ وبِضع الكلِّ مِن ذاتي=كـــلّ الــذي كــان.. بـَل كــلّ الــذي آت
مِن صرخة الطفل ~ لاستشعار لَذّاتي=إلــى احـتباس شـهيـقي بـاحتـضاراتــي
_____________
أشهى الأبـاطـيل ~ يا أحلى خـُرافاتـي=أبهى رؤى الـلون ~ فـي أهنا مناماتي
مرافِئُ الصَّفح ~ إنْ تابت شِـراعاتـي=فـأنـتِ آمـن عُـــمــق ضــمَّ مَـرســـاتـي
هـاتـي يـدَ الـعـون يـا نـوَّارَتـي ~ هـاتي
هاتـي يـدَ العون ~ نستدنِ الـمسافات=مُـدِّي يـدَ الـوصل ~ ولنطوِ المساحات
دَمٌ ولـحمٌ أنـا.. لــستُ الـحديـد.. أنــى=أم بَعدُ لم يأنِ لي ~ فضح احتمالاتي.؟
عـمـَّدتِني العِشقَ طفلا ~ في مَرامِشِهِ=تــأوي بـــريــئـة أحـــلام الـــحَمامــات
تـَهُـشُّـهـا رَعْـشـةٌ دبَّـت بـُعــَيـْدَ بـُكـا=لـو آفـَكَـتـْنـي علـى همْسٍ غـُزيلاتي*
لا لم تمُت.. طعمُ أمّي الفرقُ مِن شفتي=يـَنـْدى سَــكاكِــرَ حــُـلوات الــــمذاقـات
أفــاض غــَمّازةَ الـخدّيــن فـانـدفـقتْ=فــوق الــسرائـر ألـحانـا بـَشـاشـاتـي
غـَـنـَّـتْ مواويـلـَهـا رَنـّاتُ أســوِرتـــي=فـتابعتهـا عـلى استِحْيـا - حـُجيلاتـي
يـُهــادِنُ اللـّـيـلُ لـــو أُحْـدوثـَة نـَـشـرت=أنفاسَها ~ عِطرَها ~ مِنهــا عــجيبات
(شَبْشِبْ يـَ ريحانَ)* أوّاه ~ متى احتلمتْ=مـِنـَّا الأنا ~ فاستحتْ بِنتُ الحِكايات..؟
مــتى كـــبُرنـا ~ مـتـى ذابـت ذوائِبـُنـا=أحــلامــُنا ~ زهـوُنا ~ لـهْوُ البريئات
قـِّديستي ~ العمرُ دمع الشمع.. في خَرَسٍ=تـذوي الـسنين عـلى حَـرِّ ابـتهـالاتــي
عامان مـَرّا ~ وطعمُ الـــمُرِّ يـا لــُغتي=فــي نكهة الحبر.. في ريـق الـكتابات
زيحي الستائرَ ~ ثم استهجئي وَجَعي=تستقرئي الوجهَ ذنبي ~ لا اعترافاتي
إنـِّي غـُمِسْتُ خـَطايـا الـخلق أجمعَهــا=يوم ارتحلتُ, ومـِن بـؤس ارتحالاتـي
أنـْها استحالــت تجاعيدًا تـَشـَقـَّقُ بــيْ=وتــوْسِمُ الـحُزنَ حـتـَّى وجـه مـِرآتــي
يا بَصْرَِة الحُبِّ ~ لو تاجا فيخلَعـُنـَا=لكنـَّها هالةُ العشـَّاق ~ مولاتي
يا بصرة الشِعر ~ أنـَّى البحر نعبُرُه=والموجُ لَطـْم تفاعيل لأنـَّات
أين السبيل لأشواقٍ أكتـِّمُها=فتـُستثار على عصف اختناقاتي
أنـَا الغريبُ بداري ~ والوجوه ~ أرى=كلَّ الوجوهِ الـ تـَرى وجهي ~ غريبات
أفتـّش الكَومَ تارًا عن سَمارِ دَمٍ=وعن سوادِ عيون الأهلِ ~ تارات
مالي أرى البرد من ألوانها حـَزَنا=يُصَوِّح الفرحَ أعيادي اليتيمات..؟
وكلـَّما صحتُ أهليْ ~ ضجَّ بيْ هلِعا=صَدى الهواجس مِن رَجْعِ المتاهات
ومِغزل الآهِ نـَسْجًا ما اشتكى تعبا=يُشَرنِق الرّوحَ أكفانَ العذابات
يا ربّة النـَّخل ~ دهرًا فيكِ شامِخـهُ=ما ألوتِ الريحُ طرفا للسُّعَيفات
ولا الفِحالُ أخسَّتْ طـَلـْعَ لاقـِحَةٍ=ولا الفـَسـِيْلُ ذَوتْ نـَبـْعَ النـُّوَيَّات
عَلـَّمـْتِني الصبرَ ~ حَدَّ الصبر ساءلني=أنـَّى المَعابِر يا جـِسر المصيبات
لا تعذلي ضعفي ~ فديتكِ خافـِقي=إنْ قلتِ: صبرًا جميلاً ~ قلتُ: هيهات
ها قد ركعتُ ~ وما أدري العذابَ على=إكراهِ دينِ ~ نوى رَبُّ السماوات..؟
*الغزيلات//.. قالت لنا أمهاتنا أن الطفل حينما يبسم ويقطب وهو نائم
فذاك من أجل أن له "غزيلات" وهي جمع تصغير لـ"غزالة", يحدثنه.. فإن قلن له أن أباك مات ~ بكى – وإن قلن له أن أمك ماتت ~ تبسّم - حيث يقول لم تمت - قبل قليل أرضعتني..
*(شـَبْشِبْ يـَ ريحانَ).. إحدى حكايات الطفولة التي ما زالت تعايشني للآن .