[أحمد العراقي]

في مكان ما، ذات لحظة من الماضي الانساني السحيق، وضع بعض البشر اقنعة على وجوههم، وقالوا لمن حولهم: اجل هذه اقنعة. ونحن الان نقوم بالتمثيل!
يومها عرف العالم " المسرح" المسرح بمعناه الضيق، المحدد، ذلك الذي يذهب اليه الناس ليتأملوا ماسيهم، ويضحكوا من ملاهيهم، ويتفرسوا في بعضهم بعضا....
ويومها ايضا، تقررت " مشروعية" الاقنعة بالنسبة الى بعض الناس. انهم الذين يقولون صراحة انهم يضعون على وجوههم اقنعة!.. الممثلون والممثلات، فوق المنصة المضيئة، التي تعكس على الرغم من الاقنعةـ بعض وجوه الحقيقة.....
وعندما تنطفئ أضواء المنصة، وتضيء انوار الصالة، يخلع الممثلون اقنعتهم المشروعة، ويسارع كل واحد من النظارة الى ارتداء قناعه!
النظارة اقتحموا المنصة. الممثلون انفسهم اندمجوا مع النظارة. حطموا الاضواء كلها. نهبوا مخازن الاكسسوار. واحرقوا الخشبة!
اين المؤلف؟ اين المخرج؟ القى المؤلف بأوراقه في النار حتى لا يضبط متلبسا! وفر المخرج هاربا من وراء الكواليس حتى لا يراه احد! بينما وقف المدير يفرك يديه مذهولا وهو يرى اعظم عرض، يستغني عن خدماته، للمسرح المرتجل!
وانهار المسرح لأنه فقد تبريره. والجميع اتقنوا الحرفة! تكسر حائط الايهام الواحد. واقيمت ملايين من حوائط الايهام!