عرض مشاركة واحدة
قديم 10/02/2008, 02:20 AM   #6
عبدالجواد خفاجي
شاعر و أديب و روائي
 
الصورة الرمزية عبدالجواد خفاجي
افتراضي

تابع الموضوع أعلاه :


ـ تفاصيل الإنشاء :

وهو ما انتهينا إليه في الجزئية السالفة ، حيث أن تأكيد مبدأي الوحدة والتكثيف يتطلب عناية خاصة بتفاصيل بناء وإنشاء النص القصصي ضماناً للإحكام الفني، وعلى هذا فالتفاصيل يجب أن تكون جزءاً من البناء الكلي ، وإلا اعتبرت ثرثرة وتزيداً. وأصبحت عالة على الحدث والشخصية ، ومشتتة للأفكار، وصارفة لانتباه القارئ وتركيزه وتشتيته فيما لا طائل من ورائه، وربما اضحى كل ذلك طعناً في جماليات القص، وموقعاً في الملل.
وسنتوقف فيما يخص تفاصيل الإنشاء عند :
أ ـ ما يتعلق بالشخصية:
ويشترط فى القصة القصيرة ــ إذا ما تعددت فيها " الشخصيات " لسبب ما ، أن تكون جميع شخصياتها فى التحام تام ، وتوافق كلى . فتبدو كل شخصية كما لو كانت منسوجة فى الأخرى حتى تتحقق للأثر وحدته، ولا تحتاج القصة القصيرة إلى الجرى وراء شخصيات ثانوية ، كما أن الوصف الطويل للشخصية ، قد أصبح زائدا عن اللزوم .
بـ : ما يتعلق بالحوار:
وقد تشمل القصة القصيرة " حوارا" ، وقد لا تشمل أى حوار على الإطلاق، وإذا وجد "الحوار" فإنه ينبغي أن يكون عاملا من عوامل الكشف عن أبعاد الشخصية وثقافتها وبيئتها وطرق تفكيرها أو طريقة معيشتها أو ما شابه ذلك من عوامل الكشف عن أبعاد الشخصية، أو يكون كاشفاً عن تطور الحدث ، أو تجلية النفس الغامضة ، أو إيضاح الفكر المراد التعبير عنها ، علي أن المنولوج الداخلي يعد أيضاً من ألوان الحوار، ويسمي في هذه الحالة المناجاة.. أو التناجي ، ويمكن أن يسترسل السارد في المناجاة ويشكل منها لحمة أساسية من لحمات السرد ، خاصة في القصص التي تعتمد على تيار الوعي.
تــ : ما يتعلق بالصراع :
و" الصراع " أصبح بمثابة العمود الفقرى فى بعض القصص القصيرة ، وقد يكون " الصراع " خارجيا ، أييدور خارج الشخصية ، فى البيئة أو المحيط ، وقد يكون داخليا، أى يعتمل فى أعماق الشخصية من الداخل . وهو فى الحالتين لابد من أن يكون ذا قيمة ، وغير مفتعل، حتى يمكن تقبله ، وليبلغ تأثيره فى النفس .
ثــ : ما يتعلق بالتشويق :
كما أنه يجب أن يكون ثمة ترقب وتلهف من جانب القارئ . وهو ما يجعاهم يشترطون فيها أن يكون " التشويق " أساس المتعة الفنية فيها ، وللتشويق عناصر كثيرة منها تعليق الحدث على سبيل المثال ، منها إلتقاط عناصر جمالية من واقع أو بيئة وتوظيفها ضمن البنية النصية ، منها المفاجأة ، وكسر توقعات القاريء .. منها الحبكة الجيدة ، وأسلوب السرد المكثف ولغته السلسة بسماتها الأدبية والفنية التي تمتع القاريء، وغير ذلك كثير .
جــ : ما يتعاق بالصدق :
يضاف إلى ما سبق " عنصر الصدق " بمعنى أن يكون القصة القصيرة صادقة مع الواقع الذى تقدم إليه، أي أن تكون كل عناصرها وأجزائها وتفصيلاتها مقنعة عند اختيارها، بمعني ألا تكون الأحداث مفبركة ، أو متسمة بالسذاجة، أو متناقضة، أو مجافية طبيعة وواقع الشخوص.


المراجع :

1 ـ في نظرية الرواية ( بحث في تقنيات السرد ) ـ د. عبدالملك مرتاض ـ سلسلة عالم المعرفة( الكويت) العدد 240 ديسمبر / كانون أول سـنة 1998 م
2 ـ الفن القصصي في الأدب العربي ـ د. محمود حامد شوكت ( مصر )
3 ـ فجر القصة ـ يحيي حقي ـ دار المعارف ( مصر)
4 ـ القصة المصرية وصورة المجتمع الحديث ـ د. عبالحميد إبراهيم ( مصر )
5 ـ القصة القصيرة والرواية بين جيل طه حسين ونجيب محفوظ ـ دز يوسف نوفل
6 ـ القصة وتطورها في الأدب العربي الحديث ـ د. مصطفي على عمر ( مصر)
7 ـ الكتابة خارج الكتابة ـ عبدالجواد خفاجي ـ ورقة بحثية ضمن كتاب أبحاث المؤتمر الأدبي لأقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي بالمنيا / أبريل 2002 ( مصر ).
8 ـ القصة القصيرة في محافظة سوهاج نقداً وتقييماً ـ ورقة بحثية ضمن كتاب أبحاث مؤتمر إقليم وسط وجنوب الصعيد الصقافي بالمنيا سنة 2000 م ( مصر )
9ـ استضافة النص ـ عبدالجواد خفاجى ـ ورقة بحثية ضمن كتاب ( أبحاث الاحتفالية الثقافية / الحركة الأدبية في الوادي الجديد ) ـ أكتوبر 2002 م ـ الهيئة العامة لقصور الثقافة ( مصر )
10 ـ بويطيقا الرواية ـ السيد إبراهيم ـ مجلة القاهرة العدد 173لسنة 1997م صـ 20
11 ـ وجهة النظر في الرواية ـ بوريس أوسينكس ـ ترجمة: سعيد الغانمي ـ مجلة فصول ـ المجلد 15 العدد 4 شتاء 1997 م ص 256
12 ـ النزعة الدرامية ـ الدكتور عز الدين إسماعيل ( ضمن كتابه : الشعر العربى المعاصر)ـ المكتبة الأكاديمية / القاهرة


عبدالجواد خفاجى
2 / 2 / 2002 م
Khfajy58@yahoo.com
توقيع :  عبدالجواد خفاجي

 لأنى اسـتنطق الصمت كان لابد أن أُسْـكِتَ الضجيج

عبدالجواد خفاجي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس