[أحمد العراقي]

سمعت وقرأت وانا اسابق الطفولة ورأسي كسلة الربيع ملأى بالازهار والندى وتستقبل شبابيكه النسيم المؤرج وتطرد الغبار والدخان بان ابن(زبيبه) هم (بعبله) وهمت به وود تقبيل السيوف لانها لمعت كبارق ثغرها المتبسم...
وتصورت بان العرب كلهم عنترة وكلهم ابو زيد الهلالي وكلهم لا تسمح مروءته ان يصطاد احدهم الجراد ان حل في ارضه. وتنافخت كبرياءا عندما قرأت بان الخيول العربية تمكنت ان تطأ تراب(ماونتسي تونغ) لاحقا وان تفتح في الجانب الاخر مزادا لبيع وشراء حسناوات (لوركا) امام قرون الثيران الاسبانية. هذه كانت رؤيتي لاجدادنا العظام بتسكين العين!
فالعناترة القوميون والموحدون لا زالت خناجرهم المعقوفة والممدودة مغروزة في جسد خارطتك ياوطني المدجج بالجراح فلا تنتظر من العيون البذيئة مطرا لغسل الدم والتراب عن وجهك السماوي ولا تزجر اطفالك الذين يأكلون الخبز مبللا بالدم اذا تغوطوا على وجوه المتعنترين.
فعنترتهم ذاك قد قايض سيفه وحصانه وشرفه ببطاقة دخول لكازينوهات مونتي كارلو وخسر البقية الباقية من مرؤته على طاولة الروليت وخرج اخر الليل كمومس من الدرجة الثالثة يتسكع على ارصفة الشذوذ السياسي.
انها صرخة كلمات لاجل غزة وغيرها من الجراح المتفسخة لطول انتظار العناترة...