إملاءات المطر

إملاءات المطر (http://www.emlaat.com/vb/index.php)
-   جدائـل الغيـم (http://www.emlaat.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   تبًّا لهم ..! (http://www.emlaat.com/vb/showthread.php?t=3251)

مجد الأمة 11/01/2010 05:07 PM

تبًّا لهم ..!
 
تبًّا لهم ..!

كُنتُ إذَا ما هَاجَت الذّكْريَات ...
أنْزَوي بعِيدًا فِي زَاوية مُظْلمةٍ ... أتحسَّسُ نَبْض قَلْبِي
فَصُورٌ منَ الأمْسِ القريبْ كَانَت كَفيلة لتَغيِير وَتِيرته ...
أجْلِسُ القُرفُصاء وأحْتَفلُ بخَيبَات الهَوى ...
أنْشِدُ تِلاَوَات الفقْد ... وأرقُصُ علَى نغَمَاتِ الرَّحيل
التي لاَ تأتِي إلاَّ بالبُكَاء ...
ثُمَّ أمْشِي مُهرْوِلة، أبْحَثُ عنْ مكَانٍ لا تَصلُ إلَيه ذَاكرَتي المُمْتَلِئة بِهِم ...
ليَنتَهِي كلُّ شيْء بعد دقَائِقٍ فقط ...
ولـكن ...
آه منْ أوجَاعِ تِلكَ الدَّقائق ... آه منْها ثم آه ...
فليست سِوى نِصال تَجْتاحُ شِغاف القَلْب فتُخَلّفهُ جَرِيحًا
يئنُّ من ذِكريَاتِ المَاضي الكَئِيب ...

كُنتُ فِيمَا مضَى، أسْعَد منْ يَمْشِي عَلى رِجْلٍ ...
تَهُزُّنِي بعض أحْزانٍ ولكن سُرعَان مَا تتَلاشى بنَظرَةٍ مِنهُم ...
وآخر عَهْدِي بتِلكَ السَّعادَة كَان يوْمَ الرَّحِيل ...
يوْمَ تهَامتْ أدْمُعِي كنَهْرٍ جَارف ...
يومَ تَغيَّرت ملاَمحُ وجْهِي منْ فرط البُكَاء ...
يوْمَ أسدَلت الأشجَانُ ستَائرَها عَلى دَائرة حَياتِي ...
وسَكَنت أضْلُعِي نَارُ حُزنٍ لا تَكُفُّ عن الغَلَيان ...

فـيَا غَائبونَ ...
هَلْ تَشْعُرُون بحُزْنِي وتُحِسُّون بتأوّهَاتِ الفقْد المُوجعَة التّي تَئنُ بِي كلّ لحْظة ؟!
أمْ أنَّكم نَسِيتُم أنِين أوْجَاعِي والجِراح ؟!
أم أنَّكُم انْسحَبتم وأبيتُم مُشَاركَتِي بضع لَيالٍ كُلُّها مَصْلوبةٌ بالأَلمْ ؟!

وأعُودُ لنَفْسِي ... أجْمعُ شَتَاتَهَا ... وأصَبّرُها ...
لأنَّهُم لا يَسْمَعون فَكَيفَ لَهُم أنْ يُجِيبُونِ ..؟!

آه منْهُم ...
فهُم لا يُجِيدونَ سوَى الرَّحيل المُبكّر وإلْقَاء وُعُودٍ كَاذْبة\زَائفة بِعوْدَتهم
وتِلكَ العَوْدة سَتكُون فقَط بعدَ موتِنا وهُم يعْلَمون ذلك ...
فلمَاذا كلُّ هذهِ الوُعود؟!
وكلُّ هذه الطَّعنَات ؟!
ورَصَاصاتُ المَوتِ المَزرُوعةِ بالسُّوَيْداء ؟!
ألأنَّ الضُّعَفاء مِثْلِي أعْمَارُهم قَصِيرة ؟!
فلِماذَا يََسْتَبسِلونَ فِي قَتْلي أكْثر؟!
بالله علَيكمْ ... ارْحَموا هَذَا الحُبَّ الرَّابض بأيْسر الصَّدر ... ارْحَمُوه ...

لاَ أدْري لمَاذَا أشْتَاقُهم وهُم لا يأبَهُون
وأبْكِيهم بدَمعٍ سَاخنٍ كلَّ عَتمة وهُم لاَ يَسْمَعُون
وأنَاديهم أنِ ارْجِعُوا فحتَّى الزُّهُور علَى حَافة الطُّرُقات تَبْكِي غيَابهم ... فيَسْخَرُون

تبًّا لهم منْ بَشَر ...
أسْكَنونِي بِسِجْنٍ قُضْبانُه أرْوَاحُهم
ورمَوا فَرحتِي بحَجر غِيَابهم ومَضوا
وتَرَكونِي ضَائعة كوَطَنٍ مُحْتل
تبًّا لهم ولقُلُوبهم القَاسية ...

وهَا أنَا هُنَا
فِي صَمتِ هذَا الليل
أعَاهدُ نفْسِي وأورَاقِي والقَلم
وأعِدُهم بشَرفِ الإحْساسِ القَابعِ بالجَناحِ الأيِسر
أنّي سأرْكُل الحُزنَ بعِيدًا عنّي
وأكَفْكِفُ دمعِيَ السَّاخِن
وأنْ أدْفِنَ جُثمَانـهم بمَقْبرة النّسْيان
لأنَّهم وبكلّ بسَاطَةٍ ... لاَ يَسْتَحِقُّون ...

بقَلَم : مَجْد الأمَّة
كُتِبت يوم 09\12\2009م

إيمان بنت عبد الله 11/01/2010 08:47 PM

وهَا أنَا هُنَا
فِي صَمتِ هذَا الليل
أعَاهدُ نفْسِي وأورَاقِي والقَلم
وأعِدُهم بشَرفِ الإحْساسِ القَابعِ بالجَناحِ الأيِسر
أنّي سأرْكُل الحُزنَ بعِيدًا عنّي
وأكَفْكِفُ دمعِيَ السَّاخِن
وأنْ أدْفِنَ جُثمَانـهم بمَقْبرة النّسْيان
لأنَّهم وبكلّ بسَاطَةٍ ... لاَ يَسْتَحِقُّون




عاهدي يا مَجدُ عاهِدي .. لكن لا تتركينا بلا شَهدِ بياضِكِ !


راقٍ هذا البوح ، كأنمَا حيكَ من نرجس..



/



إيمَان

ذكرى بنت أحمد 12/01/2010 03:39 AM



صبَاحكِ الـ أ مَ ل :)
مَجد :
لا تشدّي علَى جرحِك بضِمادةٍ من ملْح ،
فلَن يستَكِين الوَجَع !
وكمَا أسلفتِ :
لا شيءَ يستَحِق ،
لا شيء .!

- تعلمِين رأيِي بكِ مسبقاً . :blush:
نَابضَة وربّي } :Heart:


:rose:

ليلى العيسى 12/01/2010 12:24 PM

مجد الأمّة
أيّتها المدهشة .. كنتُ كلّما مررتُ بدوحةِ حرفكِ
يبلغُ بيَ الإعجابُ مبلغَ "الصّمت"
أمضِي أحملُ في القلبِ دِفءًا يقي الرّوح من ارتعاشاتِ البردْ
الآن جئتْ .. أحملُ حرفًا يتقزّم أمامَ سامقِ بيانك يردد
"هيتَ لك هيتَ لك"
لله حرفك يا مجد .. ما أجملــه ،!

جوري جميل 12/01/2010 01:45 PM

إنها عالمٌ بحد ذاته...

مجد العزيزة :

أخذتنا كلماتكِ كلّ مأخذ... فترانا ننساق وراء نبضها يميناً وشمالاً ..

نبكي تارة ونأمل تارة أخرى ... نتناسب طرداً مع معانيها..

فمتى هاجت هجنا ومتى سكنت سكنَّـأ ...

صادقةٌ حروفكِ ومميزة كلماتكِ ...

حاولتُ أن أنتقي أجملها وأنسخه بردي .. فرأيت أن أنسخ الصفحة كاملة...:)

فكل سطر وكل كلمة تبعد الأخرى لتتربع عرش الجمال... والتألق...والتعبير العميق

رغم حزنها وألمها ... قد كانت رائعة .. وأفخر بقراءتها ...

قوية بكل ما فيها... وأنتِ ستبقين قوية بكلِّ ما فيكِ .... معك ولكِ أمنياتي...

تحية يا صديقة...

مجد الأمة 13/01/2010 04:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان بنت عبد الله (المشاركة 55214)
وهَا أنَا هُنَا
فِي صَمتِ هذَا الليل
أعَاهدُ نفْسِي وأورَاقِي والقَلم
وأعِدُهم بشَرفِ الإحْساسِ القَابعِ بالجَناحِ الأيِسر
أنّي سأرْكُل الحُزنَ بعِيدًا عنّي
وأكَفْكِفُ دمعِيَ السَّاخِن
وأنْ أدْفِنَ جُثمَانـهم بمَقْبرة النّسْيان
لأنَّهم وبكلّ بسَاطَةٍ ... لاَ يَسْتَحِقُّون




عاهدي يا مَجدُ عاهِدي .. لكن لا تتركينا بلا شَهدِ بياضِكِ !


راقٍ هذا البوح ، كأنمَا حيكَ من نرجس..



/



إيمَان

حضوركِ هنا له ألق مختلف

تقديري لكِ ولمروركِ العطر

مودتي

مجد الأمة 13/01/2010 04:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذكرى بنت أحمد (المشاركة 55230)


صبَاحكِ الـ أ مَ ل :)
مَجد :
لا تشدّي علَى جرحِك بضِمادةٍ من ملْح ،
فلَن يستَكِين الوَجَع !
وكمَا أسلفتِ :
لا شيءَ يستَحِق ،
لا شيء .!

- تعلمِين رأيِي بكِ مسبقاً . :blush:
نَابضَة وربّي } :heart:


:rose:

ذِكْرَى ..
تَوارَيْتُ خجَلاً منْ كَلماِتكِ ورَبّي
وإتّسَعَتْ حَدَقةُ الفَرَح بطِيب عُبُوركِ
كُونِي بالقُرب

مجد الأمة 13/01/2010 05:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى العيسى (المشاركة 55259)
مجد الأمّة
أيّتها المدهشة .. كنتُ كلّما مررتُ بدوحةِ حرفكِ
يبلغُ بيَ الإعجابُ مبلغَ "الصّمت"
أمضِي أحملُ في القلبِ دِفءًا يقي الرّوح من ارتعاشاتِ البردْ
الآن جئتْ .. أحملُ حرفًا يتقزّم أمامَ سامقِ بيانك يردد
"هيتَ لك هيتَ لك"
لله حرفك يا مجد .. ما أجملــه ،!

لَيْلَى .. يا رُوحًا تسِيرْ بـِ خطَوَاتِ الجَمَال

أضاءتْ أحرفكِ مُتصَفحِي
جُلُّ الطهرِ أنتِ وكمْ أنَا ممتنهْ لِنقاءكِ
لكِ مَا تشَائِينَ مِن زَهِر السَّوسن
محَبّتِي


الساعة الآن 06:51 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها